الأصوات اللغوية في التركية والعربية

خميس, 11/02/2017 - 09:57

 

الأصوات اللغوية في التركية والعربية :
دراسة تقابلية

أمر الله إيشلر
أستاذ مشارك، قسم اللغات الأجنبية، كلية التربية، جامعة غازي، أنقرة، تركيا
أستاذ زائر، قسم اللغات الآسيوية، كلية اللغات والترجمة،
جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية

 

ملخص البحث:

 

الأصوات اللغوية محدودة في كل اللغات، وعلى هذا هناك تشابه بين غالبية الأصوات ولكن في نفس الوقت يوجد اختلاف في بعضها بين اللغات. و مما لا شك فيه أنه يصعب على متعلمي اللغة الأجنبية نطق الأصوات الجديدة عليهم. أعد هذا البحث للقيام بدراسة تقابلية بين أصوات اللغة التركية كلغة منشودة والعربية كلغة أم. وانطلاقا من الصورة القوية لفرضية التحليل التقابلي تم تحديد أوجه الشبه والخلاف بين فونيمات التركية والعربية. وتطرق البحث إلى الصعوبات التي من المحتمل أن يواجهها الطلاب العرب و شخصت هذه الصعوبات بتقديم أمثلة من أخطاء الطلبة السعوديين. بالإضافة إلى ذلك تناول البحث الدور السلبي للكلمات العربية الدخيلة على التركية في نطق اللغة التركية نطقا صحيحاً بالنسبة للطلاب العرب مقدمة
لا شك أن طلبة اللغات الأجنبية يقعون في أخطاء كثيرة منها الأخطاء الصوتية، ويلعب نقل الأنظمة الصوتية من اللغة الأصلية أثناء تعلم لغة أجنبية دورا سلبياً في الوقوع فـي أخطـاء صوتية. وقد قال روبرت لادو حين تناول كيفية المقارنة بين نظامين صوتيين ما نصه: "تشير الدلائل التي بين أيدينا إلى أننا عندما نتعلم لغة أجنبية نميل إلى نقل نظام لغتنا بكامله إلى اللغة الأجنبية، فننقل إليها فونيمات لغتنا وبدائلها الصوتية، وننقل النبر وأنماط الإيقاع والوقف وأنماط التنغيم وتفاعلها مع الفونيمات الأخرى." [1، ص 11].
بعدما أشار لادو إلى هذه النقطة المهمة ذكر الحاجة إلى مقارنة الأنظمة الصوتية قائلاً: "نستطيع أن نرى الآن بصورة أوضح مدى الحاجة إلى مقارنة النظامين الصوتيين الأصلي والأجنبي كوسيلة للتنبؤ بالمشكلات النطقية و وصف ما يتعلق منها بأداء المتكلمين بلغة معينة عندما يدرسون لغة أخرى. ونسبة لأن النقل يحدث عادة في اتجاه واحد، أي من اللغة الأصلية إلى اللغة الأجنبية فإن المعالجة تختلف إذا اعتبرنا اللغة الإنجليزية لغة أجنبية عنها فيما لو اعتبرناها لغة أصلية." [2، ص 11-12].
هناك ثلاث صور لفرضية التحليل التقابلي وهي الصورة القوية، والصورة الضعيفة، والصورة الوسطى. تركز هذه الصور كلها على دراسة المشكلات التي يواجهها الطلاب في تعلم اللغة الأجنبية وذلك بالتقابل بين اللغة الأصلية للدارس واللغة المنشودة. والصورة الأولى من هذه الصور والمسماة بالصورة القوية اقترحها لادو في كتابه الشهير Linguistics Across Cultures حيث قال فيه: "... تلك العناصر التي تشابه لغة الدارس الأصلية تكون سهلة بالنسبة له في حين تصعب عليه المجالات التي تختلف عما في لغته." [3، ص 2]. ولا ريب أن الدراسات التقابلية تساعد على التنبؤ بالمشكلات التي يواجهها الدارسون في تعلم اللغة الثانية، فالصورة القوية لفرضية التحليل التقابلي تتنبأ بالمشكلات مسبقا، في حين أن الصورة الضعيفة للفرضية تتنبأ بالمشكلات لاحقا، أما الصورة الوسطى فتقول إنه كلما قلت الاختلافات بين النظامين ازدادت المشكلات بسبب الصعوبة في التصنيف. [4]. 
ومن المعلوم أنه وجهت انتقادات شديدة لنظرية التحليل التقابلي وظهرت مقابلها نظرية تحليل الأخطاء [5] حيث يرى دعاة هذه النظرية بأنه يمكن التعرف على الصعوبات التي يواجهها الدارسون أثناء تعلمهم عن طريق تحليل أخطائهم. ومما لاشك فيه أن لكل نظرية جوانب إيجابية وجوانب سلبية. وعلى الرغم من أن نظرية التحليل التقابلي لا تفسر كل الصعوبات التي يواجهها متعلمو اللغة الأجنبية إلا أنها مفيدة للمعلم و للطالب ولمصمم الاختبارات. فانطلاقاً من تجاربنا الطويلة في تعليم العربية للأتراك وللقازاقيين ومن تجاربنا في تعليم التركية للطلبة السعوديين نرى أنه يمكن تفسير كثير من الصعوبات الصوتية التي يواجهها طلاب اللغة الأجنبية معتمداً على فكرة لادو القائلة بالتنبؤ المسبق. 
وعلى هذا نريد تسليط الضوء على الصعوبات التي يمكن أن يواجهها دارسو اللغة التركية من العرب بصفة عامة ومن السعوديين بصفة خاصة في أصوات اللغة التركية وذلك بتحديد أوجه التشابه والاختلاف بين النظامين الصوتيين، فلا بد لهذا التحديد من القيام بالتقابل بين الأصوات الموجودة في اللغتين التركية كلغة منشودة والعربية كلغة أم.
أصوات اللغة التركية [6]
إن للغة التركية تسعة وعشرين فونيما قطعيا منها ما هو صائت و منها ما هو صامت.
أولاً: الصوائت
عدد الصوائت في اللغة التركية ثمانية و هي: /a, e, ı, i, o, ö, u, ü/ يمكن تناول هذه الصوائت من عدة نواح:

1- حسب المخارج
إن الصوائت التي تخرج من مؤخرة اللسان والفم مفخمة، في حين أن الصوائت التي تخرج من مقدمة اللسان والفم مرققة. فبناءً عليه تنقسم الصوائت من حيث المخرج إلى صوائت مفخمة و صوائت مرققة، وهي: 
- صوائت مفخمة : /a, ı, o, u/
- صوائت مرققة : /e, i, ö, ü/
2- حسب وضع الشفتين
إن الصوائت التي لا تتدور الشفتان أثناء نطقها مستوية (غير مدورة)، في حين أن الصوائت التي تتدور فيها الشفتان أثناء نطقها مدورة. 
- صوائت مستوية : /a, e, ı, i/
- صوائت مدورة : /o, ö, u, ü/

3- وضع الفم والتجويف
إن الأصوات التي يكون أثناء نطقها الفك الأسفل مفتوحاً بدرجة زائدة ويكون التجويف واسعا تسمى صوائت مبسوطة، في حين أن الصوائت التي يكون أثناء نطقها الفك الأسفل مفتوحاً بدرجة قليلة ويكون التجويف ضيقاً يسمى صوائت مقبوضة.
- صوائت مبسوطة : /a, e, o, ö/
- صوائت مقبوضة : /ı, i, u, ü/

4- حسب المدة
الصوائت القصيرة مدتها طبيعية، أما مدة الصوائت الطويلة أطول بالنظر إلى مدة الصوائت القصيرة، فعليه هناك سبعة من صوائت التركية قصيرة، في حين أن صائت /ı/ أقصر من الطبيعي. فلا توجد في الكلمات تركية الأصل صوائت طويلة بل توجد في الكلمات الدخيلة فقط. 
الشكل رقم (1). فونيمات الصوائت في اللغة التركية

ثانياً: الصوامت
عدد فونيمات الصوامت في اللغة التركية واحد وعشرون وهي: 
/b, c, ç, d, f, g, ğ, h, j, k, l, m, n, p, r, s, ş, t, v, y, z/ يمكن تناول هذه الصوامت من عدة جوانب: 
1- من حيث الجهر والهمس
ثلاثة عشر من صوامت اللغة التركية مجهورة، وثمانية منها مهموسة.
- صوامت مجهورة : /b, c, d, g, ğ, j, l, m, n, r, v, y, z/ 
- صوامت مهموسة: /ç, f, h, k, p, s, ş, t/ 

2- من حيث طريقة النطق
يمكن تناول صوامت اللغة التركية من حيث النطق كالآتي: 
- صوامت وقفيـة (انفجارية) : /b, d, g, k, p, t/ 
- صوامت احتكاكية : /f, ğ, h, j, s, ş, v, z/ 
- صوامت أنفية : /m, n/ 
- صوامت جانبية : /l/ 
- صوامت تكرارية : /r/ 
- صوامت مزجية : /c, ç,/ 
- صوامت انزلاقية (شبه صائتة) : /y/

3- من حيث مكان النطق
تنقسم صوامت التركية إلى ما يلي:
- صوامت شفتانية : /b, m, p/
- صوامت شفوية أسنانية : /f, v/
- صوامت أسنانية : /d, l, n, r, s, t,z/
- صوامت لثوية غارية : /c, ç, j, ş/
- صوامت حنكية أمامية : /g, k, ğ, y/
- صوامت حنكية خلفية : /g, k, ğ/
- صوامت حنجرية : /h/

شفتاني شفوي أسناني أسناني لثوي غاري حنكي أمامي حنكي خلفي حنجري
وقفي(انفجاري) b, p d, t [ ] [c]
g, k 
احتكاكي f, v s, z j, ş [γ] ğ h
أنفــــي m n 
مــزجـــي c, ç 
جانبــي l 
تكراري r 
شبه صائت y 

الشكل رقم (2). فونيمات الصوامت في اللغة التركية
أصوات اللغة العربية [7]
إن للغة العربية أربعة وثلاثين فونيما قطعيا ستة منها صوائت والبقية صوامت. الصوائت الأساسية في العربية وهي الفتحة والكسرة والضمة لا تمثل برموز مستقلة في الأبجدية العربية كالصوامت والصوائت الطويلة وبناء على هذا فإنها غالبا لا تستعمل في الكتابة، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى طبيعة الأبجدية العربية، ولو كانت العربية قد كتبت بأبجدية أخرى ربما كانت قد مثلت برموز مستقلة كما هو الحال في اللغات الأخرى.

أولاً: الصوائــــت
بل الخوض في عرض الموضوع لا بد من الإشارة إلى أنه اُستخدمت وما زالت تُستخدم اصطلاحات مختلفة حول صوائت العربية منها: الحركات، الحروف الهوائية، أصوات الجوف، أصوات العلة، أصوات المد، أصوات اللين، المصوتات. ولكننا سنستعمل في هذا البحث مصطلح الصوائت الذي يكاد يجمع عليه اللغويون في الآونة الأخيرة. ويشمل مصطلح الصوائت القصيرة والطويلة.
توجد في العربية ستة صوائت ثلاثة منها قصيرة و يشار إليها بالحركات /-َ/ ، /-ِ/ ، /-ُ /؛ وثلاثة أخرى طويلة و ترمز لها بحروف المد / ا، و، ي /. يمكن تناول صوائت اللغة العربية من عدة جوانب.

1- من حيث القصر والطول: هناك ثلاثة صوائت قصيرة و أخرى طويلة، وهي:
- صوائت قصيرة : الفتحة /-َ/ /a/، والكسرة /-ِ/ /i/، والضمة /-ُ / /u/.
- صوائت طويلة : /ا، و، ي/ /a:, u:, i:/ أو /aa, uu, ii /

2- من حيث ارتفاع اللسان في الفم: و تنقسم إلى ثلاث:
- صوائت عالية : وهي الكسرة القصيرة والكسرة الطويلة والضمة القصيرة والضمة الطويلة.
- صوائت وسطية : وهي الفتحة القصيرة.
- صوائت منخفضة : وهي الفتحة الطويلة.

3- من حيث جزء اللسان الذي يشترك في نطقها: 
- صوائت أمامية : وهي الكسرة القصيرة والكسرة الطويلة.
- صوائت مركزية : وهي الفتحة القصيرة والفتحة الطويلة.
- صوائت خلفية : وهي الضمة القصيرة والضمة الطويلة.

4- من حيث وضع الشفتين: وتنقسم إلى اثنين:
- صوائت مدورة : وهي الضمة القصيرة والضمة الطويلة.
- صوائت غير مدورة (مبسوطة): وهي الفتحة القصيرة والطويلة والكسرالقصيرة والطويلة.

الشكل رقم (3). فونيمات الصوائت في اللغة العربية

ثانياً: الصوامت
يوجد في اللغة العربية ثمانية وعشرون صامتا وهـــي:
/ء (همزة القطع)، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي/
وفي الوقت نفسه يعتبر اثنان من هذه الصوامت شبه صائتة وهما / و، ي/. يمكن تناول هذه الصوامت من عدة جوانب:
1- من حيث الجهر والهمس: 
- وامت مجهــورة : / ب، ج، د، ذ، ر، ز، ض، ظ، ع، غ، ل، م، ن، و، ي/
- وامت مهموسـة: / ء، ت، ث، ح، خ، س، ش، ص، ط، ف، ق، ك، هـ/
2- من حيث طريقة النطق:
- صوامت وقفية (انفجارية) : / ء، ب، ت، د، ط، ض، ق، ك/
- صوامت احتكاكية: / ث، ح، خ، ذ، ز، س، ش، ص، ظ، ع، غ، ف، هـ/
- صوامت أنفية:/ م، ن/
- صوامت جانبية : / ل/
- صوامت تكرارية : / ر/ 
- صوامت مزجية : / ج/ 
- صوامت انزلاقية (شبه صائتة): / و، ي/
3- من حيث المخرج: 
- صوامت شفتانية : / ب، م، و/
- صوامت شفوية أسنانية : / ف/
- صوامت أسنانية : / ت، د، ط، ض/
- صوامت بيأسنانية : / ث، ذ، ظ/
- صوامت لثوية : / ر، ز، س، ص، ل، ن/
- صوامت لثوية غارية : / ج، ش/
- صوامت غارية : / ي/
- صوامت طبقية : / خ، غ، ك/
- صوامت لهوية : / ق/ 
- صوامت حلقية : / ح، ع/
- صوامت حنجرية : / ء، هـ/

شفتاني شفوي أسناني أسناني بيأسنانية لثوي لثوي غاري غاري طبقي لهوي حلقي حنجري
وقفي
(انفجاري) ب ت، د
ض،ط ك ق ء
احتكاكي ف ث، ذ، ظ ز،س، ص ش خ، غ ح،ع هـ
أنفي م ن 
مزجي ج 
جانبي ل 
تكراري ر 
شبه صائت و ي 

الشكل رقم (4). فونيمات الصوامت في اللغة العربية

دراسة تقابلية للأصوات في اللغتين التركية والعربية
أولاً: الصوائت
يمكن لنا أن نستخلص مما قدمنا أعلاه عن الصوائت في اللغتين ما يلي:
1- أوجه الشبه
تقابل صوائت اللغة العربية القصيرة أربعة من صوائت التركية، أي أن 
- الفتحة القصيرة تقابل /a,e/ 
- وتقابل الضمة القصيرة /u/ 
- وتقابل الكسرة القصيرة /i/.

2- أوجه الخلاف 
أ ) عدد الصوائت في اللغة التركية ثمانية في حين عدد الصوائت القصيرة في العربية ثلاثة فقط، لذلك ليس هناك مقابل لبعض الصوائت التركية في العربية وهي: /ı, o, ö, ü/
ب) لا توجد في اللغة التركية صوائت طويلة، في حين توجد في العربية ثلاثة صوائت ويلة. أما في التركية فجميع الصوائت قصيرة ما عدا صائت /ı/ فهو أقصر من الطبيعي 

ثانياً: الصوامت 
يمكن لنا أن نستخلص مما قدمنا أعلاه عن الصوامت في اللغتين التركية والعربية ما يلي:
1- أوجه الشبه 
أ‌ ) الصوامت المشتركة في اللغتين ما يلي: /ب/ /b/، /ت/ /t/، /ج/ /c/، /د/ /d/، /ر/ /r/، /ز/ /z/، /س/ /s/، /ش/ /ş/، /ف/ /f/، /ك/ /k/، /ل/ /l/، /م/ /m/، /ن/ /n، /هـ/ /h/، /ي/ /y/.
ب) الصوامت الأنفية في اللغتين هــي : / م/ /m/، /ن/ /n/.
ج‌( الصامت التكراري في اللغتين هـو : / ر/ /r/.
د ( الصامت الجانبي في اللغتين هــو : / ل/ /l/.
2- أوجه الخلاف
أ‌ ) عدد الصوامت في التركية 21في حين عددها في العربية 28. 
ب ) عدد مخارج الصوامت في التركية 7، في حين عددها في العربية 11. أي أن كل من المخارج الآتية غير موجودة في النظام الصوتي للغة التركية: 
- بيأسنانية 
- طبقية 
- لهوية 
- حلقية
ج ) إن الصوامت التركية غير الموجودة في العربية هي : /ç, g, ğ, j, p, v/.
د ) إن الصوامت العربية غير الموجودة في التركية هـي: / ء، ث، ذ، ح، خ، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ق، و/.
هـ) الصوامت الإنزلاقية(شبه صائتة) في اللغة التركية /y/ فقط، أما في العربية فهي/ و، ي/.
و ) الصوامت المزجية في التركية /c, ç/ في حين أنها في العربية / ج/ فقط.
ز ) هناك بعض الاختلافات بين صوامت اللغتين من حيث الهمس والجهر، ومن حيث الوقف (الانفجار) والاحتكاك. 

الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطلاب العرب في تعلم أصوات اللغة التركية
انطلاقا من الصورة القوية لفرضية التحليل التقابلي يمكن لنا أن نذكر هنا الصعوبات التي من المحتمل أن يواجهها الطلاب العرب في تعلم أصوات اللغة التركية وهي:
أولاً: الصوائت 
1- نظراً لعدم وجود نظائر لفونيمات الصوائت الأربعة التركية /ı, o, ö, ü/ يتوقع من الطلاب العرب أن يواجهوا صعوبات في هذه الفونيمات . إن تجربتنا في تعليم السعوديين تؤكد لنا صحة تنبؤ الصورة القوية، حيث إن الطلبة السعوديين يواجهون صعوبات كبيرة في نطق فونيمات الصوائت التركية الجديدة عليهم نطقا صحيحاً وفي التمييز بينها حين يستمعون إليها. ولاحظنا أن هذه المشكلة للطلاب السعوديين مستمرة في المراحل المتقدمة من دراستهم أيضا بصفة كبيرة. وفي الحقيقة يواجه الطلبة السعوديون صعوبات كبيرة في نطق و تمييز فونيمي التركية /ö/ و /ü/، فمن المتوقع جدا أن يواجه الطلاب العرب من الأقطار الأخرى نفس الصعوبات التي يواجهها الطلبة السعوديون. فلا شك أن الطلاب العرب الذين يجيدون اللغة الفرنسية التي يوجد فيها الصوتان المذكوران أصلا، لن يواجهوا من الصعوبات ما يواجهه الطلاب العرب غير الملمين بالفرنسية. ومن ثم سيكون سهلا على متعلمي التركية من بلدان المغرب العربي الذين يجيدون الفرنسية إجادة تامة نطق صائتي التركية /ö, ü/ اللذين يسببان مشاكل كبيرة للطلبة العرب غير الملمين بالفرنسية. 
2- رغم وجود نظائر في العربية لفونيمات الصوائت التركية الأربعة الأخرى وهي: /a, e, i, u/ رأينا أن الطلبة السعوديين يواجهون صعوبات في التمييز فيما بينها أكثر من نطقها. ولعل السبب في ذلك هو نقل الطلبة السعوديين النظام الصوتي للغة الإنجليزية الذي تعلموه في المراحل التي سبقت المرحلة الجامعية، أي قبل بدئهم تعلم اللغة التركية. حيث إن الرموز المستعملة في اللغتين التركية والإنجليزية متشابهة إلا أن نطق بعضها مختلف تماماً، فمثلاً فونيم /a/ في أبجدية الإنجليزية يقابل فونيم/e/ في أبجدية التركية، وكذلك فونيم /e/ في أبجدية الإنجليزية يقابل فونيم /i/ في أبجدية التركية، وكذلك فونيم /i/ في الإنجليزية يقابل في بعض بدائله فونيم /a/ في التركية، وأما فونيم /u/ الإنجليزية فيقابل في بعض بدائله فونيم /y/الصامتة في التركية. لذا يخلط الطلاب السعوديون بين الصائتين /a/ و /e/ وبين الصائتين /e/ و /i/ كما يخلطون أحيانا بين صائت الإنجليزية /u/ و بين صامت التركية /y/.

ثانياً: الصوامت 
لا توجد في العربية نظائر لستة من فونيمات صوامت التركية وهي /ç, g, ğ, j, p, v/ فيتوقع من الطلاب العرب أن يواجهوا صعوبات في نطق هذه الفونيمات لعدم وجود نظائر 

لها في العربية. وهنا نريد أن نركز على كل واحد منها:
/ç/ صامت مزجي لثوي غاري مهموس [ʧ]. يجد بعض الطلاب صعوبة شديدة في نطق هذا الفونيم في حين أن بعض الطلبة الآخرين لا يواجهون مشاكل كبيرة في نطقه بالرغم من أنه صوت جديد عليهم. وفي الحقيقة أن هذا الفونيم موجود في بعض اللهجات العربية منها اللهجة الخليجية. فمعظم الطلاب الذين يجدون صعوبة شديدة في نطقه يحولون هذا الفونيم إلى /ş/ . ولعل استعمال بعض الكلمات المشتركة في اللغتين واختلاف كتابتها ونطقها مثل: çay في التركية و شاي في العربية يلعب دورا سلبيا في تحويل بعض الطلبة فونيم /ç/ إلى /ش/ باستمرار أو في كثير من الأحيان.
/g/ صامت حنكي انفجاري مجهور. يختلف هذا الفونيم عن الفونيم العربي /ق/ من حيث المخرج إذ أن مخرج /ق/ لهوي، أما مخرج/g/ في التركية فهو حنكي وله ألفونان أمامي [ ] مع الصوائت المرققة نحو: geldi وخلفي [g ] مع الصوائت المفخمة مثل: gaga؛ كذلك هناك اختلاف بين الفونيمين من حيث الجهر والهمس إذ أن /ق/ مهموس في حين /g/ مجهور. أما من حيث طريقة النطق فكلا الفونيمين انفجاريان. وفي الحقيقة أن نطق فونيم /g/ في التركية يشبه نطق الجيم في اللهجة المصرية. يواجه الطلبة صعوبات في نطق هذا الصوت وخاصة في نطقه مع الصوائت المرققة ولكن بمرور الوقت والتقدم في الدراسة يتغلب كثير من الطلبة على الصعوبات التي تواجههم في نطق هذا الفونيم . ومن المعلوم أن رمز /g/ يستعمل في التركية و الانجليزية معا ولكن يختلف نطقه في اللغتين، فلذلك ينقل بعض الطلاب نطقه الانجليزي (وهو في التركية /c/ [ʤ]) إلى التركية فبالتالي يقعون في أخطاء.
/ğ/ صامت حنكي احتكاكي مجهور. يوجد لهذا الفونيم ألفونان أمامي [ γ ] و خلفي، يرد في الموقع الوسطي مثل: doğa والنهائي نحو: dağ ويطيل الصائت الذي قبله فلذلك يعتبره البعض ضمن أنصاف الصوائت . وفي الحقيقة يشبه هذا الفونيم فونيم /غ/ في العربية من حيث طريقة النطق و من حيث المخرج، حيث إن كليهما احتكاكيان و طبقيان؛ ويختلف من حيث الهمس والجهر إذ أن /ğ/ مهموس في حين أن /غ/ مجهور. ولكن الطلبة رغم هذا التشابه يجدون صعوبة في نطق هذا الفونيم لكونه جديداً عليهم.
/j/ صامت لثوي غاري احتكاكي مجهور وهو من الأصوات الدخيلة على التركية. ويختلف فونيم /j/ عن فونيم /ج/ العربية في جميع الجوانب. إذ يقابل فونيم /c/ [ʤ] في التركية فونيم /ج/ العربية. يواجه الطلاب السعوديون صعوبات كبيرة في نطق فونيم /j/ نطقا سليماً لكونه جديداً عليهم، وفي الحقيقة فونيم/j/ يستعمل في عربية منطقة الشام وخصوصا في لهجة دمشق ولبنان حيث إنهم ينطقون فونيم /ج/ العربية كما أنه /j/، وعلى هذا فإن الطلاب العرب من الأقطار المذكورة لن يواجهوا أية صعوبة في نطق/j/. وكذلك متعلمو التركية من المغرب العربي الذين يجيدون اللغة الفرنسية الموجود فيها فونيم /j/ أصلا لن يواجهوا صعوبات في نطق هذا الفونيم نطقا صحيحا.
/p/ صامت شفتاني انفجاري مهموس. يختلف هذا الفونيم عن فونيم /b/ في التركية وفونيم /ب/ في العربية من حيث الهمس والجهر فقط حيث إن /p/ مهموس في حين أن /b/ و /ب/ مجهوران. وعلى هذا يخلط الطلبة السعوديون بين /b/ و /p/ و كثيرا ما ينطقون /p/ باءاً وفي حالة تنبيههم بإمكانهم أن يصححوا أخطاءهم. ولا شك أن إجادة إحدى اللغات الأجنبية التي فيها صوت /p/ من أمثال اللغة الإنجليزية والفرنسية ستسهل نطقه في اللغة التركية نطقاً سليماً، وستخفض نسبة الوقوع في الخطأ.
/v/ صامت شفوي أسناني احتكاكي مجهور. هناك فرق كبير بين فونيم /v/ التركية و / و/ العربية، حيث إن الأول احتكاكي، شفوي أسناني و مجهور، أما الآخر فهو شبه صائت، شفتاني، مجهور. يمكن توضيح الفرق بين هذين الصوتين بالاستعانة باللغة الإنجليزية، إذ أن /v/ في التركية يشبه /v/ في الإنجليزية، أما / و/ في العربية فيشبه /w/ في الإنجليزية. لاحظنا أن الطلاب السعوديين يجدون صعوبة شديدة في نطق فونيم /v/ إذ أنهم ينطقونه إما مثل /و/ العربي وخصوصا في نطق الكلمات العربية الدخيلة على التركية أو ينطقونه مثل /f/ التركي. 
بالإضافة إلى ذلك رغم وجود شبيه لفونيم /ك/ في التركية وهو /k/، يواجه الطلبة السعوديون مشكلات في ألفونه [c] مع الصوائت المرققة نحو: kim, kül حيث ينطقونه مثل /ك/ العربية المفخمة.

ثالثا: الدور السلبي للكلمات العربية الدخيلة على التركية في النطق 
من المعلوم أن اللغة العربية أثرت في لغات شعوب كثيرة بصفة عامة وفي لغات الشعوب الإسلامية بصفة خاصة. وعلى هذا دخلت اللغة التركية كلمات كثيرة من العربية وخضعت هذه الكلمات للنظام الصوتي التركي، ومن ثم تغير نطق الكثير منها في اللغة التركية. و كما هو معلوم لا توجد نظائر لبعض الأصوات العربية في التركية الأمر الذي أدى إلى تغيرات كثيرة في نطق الكلمات العربية في التركية. يمكن لنا أن نشير إلى هذه التغيرات باختصار شديد على النحو التالي: 
- يقابل الفونيم /s/ في التركية كلاً من الفونيمات / ث، س، ص/ في العربية.
- يقابل الفونيم /z/ كلاً من الفونيمات / ذ، ز، ظ/ في العربية. 
- يقابل الفونيم /h/ كلاً من الفونيمات / ح، خ، هـ/ في العربية.
- يقابل الفونيم /t/ كلاً من الفونيمين /ت، ط/ في العربية.
- يقابل الفونيم /d/ كلاً من الفونيمين / د، ض/ في العربية.
- إن الفونيم /ض/ في الكلمات العربية الدخيلة على التركية يكتب إما بـ /d/ وإما بـ /z/. نحو: darbe, zabit
- إن الفونيم /ق/ في الكلمات العربية الدخيلة على التركية يكتب بـ /k/. نحو: kalem
- إن الفونيم / و/ في الكلمات العربية الدخيلة على التركية يكتب بـ /v/ نحو: mevlüt
- إن الفونيم /غ/ في الكلمات العربية الدخيلة على التركية يكتب في بداية الكلمة بـ /g/ وفي وسطها بـ /ğ/ نحو: galip, mağlup .
- إن الفونيم /ع/ في الكلمات العربية الدخيلة على التركية يكتب بـ /a/ إذا كانت حركته فتحة قصيرة أو طويلة نحو âlim, saat ؛ و يكتب بـ /i/ إذا كانت حركته كسرة قصيرة أو طويلة نحو: ilim, vakiî ؛ ويكتب بـ /o, ö, u/ إذا كانت حركته ضمة قصيرة نحو: Osman, Ömer, umre. 
- الضمة القصيرة في الكلمات العربية الدخيلة على التركية كثيرا ما يكتب بـ /ü/ نحو: müşteri, müsait . 
- الكسرة القصيرة في الكلمات العربية الدخيلة على التركية أحياناً يكتب بـ /ı/ إذا كان الفونيم الواقع بعده مفخم مثل: ısrar, fıkıh.
كل هذه التغيرات الصوتية التي حدثت في الكلمات العربية الدخيلة على التركية من المحتمل أن تؤثر تأثيرا سلبيا في تعلم الطلبة العرب، وبالفعل أثبتت تجاربنا في تعليم الطلبة السعوديين أن هذه التغيرات الصوتية تخلق مشاكل نطقية عندهم، حيث إنهم ينقلون عاداتهم النطقية في العربية إلى التركية، مما يترتب عليه وقوعهم في أخطاء نطقية كثيرة نظراً لاختلاف نطق الكلمات المشتركة بين اللغتين.

الحلول المقترحة للتغلب على الصعوبات التي يواجهها الطلاب العرب في أصوات اللغة التركية
إن الأستاذ المتمرس يعرف كيفية التغلب على الصعوبات التي يواجهها طلابه، ومنها الصعوبات الصوتية. لا شك أن استعانة أستاذ اللغة ببعض التدريبات الصوتية كالثنائيات الصغرى وتدريبات الإملاء والاستماع وما شابه ذلك من التدريبات المعروفة ستساعده في تغلب طلابه على بعض الصعوبات الصوتية التي يواجهونها في أصوات اللغة التركية الجديدة عليهم. 
وكذلك يجب على أستاذ اللغة التركية أن يلفت انتباه طلابه إلى ظاهرة استخدام الكلمات العربية في التركية بنطق يختلف عن نطقها في كثير من أصواتها في العربية وأن يقدم أمثلة على السبورة تشتمل على بعض الكلمات المشتركة في العربية والتركية ليريهم كيفية التغيرات الصوتية التي حدثت في نطقها وكتابتها. وأن يلجأ إلى تكرار تقديمها و شرحها من وقت لآخر في سبيل التغلب على صعوبات طلابه التي يواجهونها في نطق الكلمات المشتركة بين اللغتين. 
و ينبغي للأستاذ أن يركز على النطق الصحيح وذلك بتصنيف طلابه حسب مستوياتهم النطقية فبالنسبة للطلاب الذين يقعون في أخطاء كثيرة يجب على الأستاذ ألا يصحح أخطاءهم كل مرة لكي لا يشعرهم بالملل والإحباط بل يمكنه معالجة أخطائهم بشكل تدريجي لإيصالهم إلى مرحلة النطق الصحيح ، أما إذا كان طلابه من الذين تقل أخطاءهم فعليه أن يصححها كل مرة.

المراجع
]1[ لادو، روبرت. Lingustics Across Cultures, Michigan, 1957 كذلك انظر في ترجمة بعض أجزاءه في كتاب الدكتور محمود إسماعيل صيني و إسحاق محمد الأمين المسمى بـ " التقابل اللغوي وتحليل الأخطاء"، الرياض، 1982م. وما نقلناه أعلاه من هذه الترجمة العربية، ص. 16.
]2[ لادو، روبرت. المرجع نفسه.
]3[ لادو، روبرت. المرجع نفسه.
]4[ انظر لهذه الصور في: Oller, J. W.-Ziahosseiny, S. M. "The Contrastive Analysis Hypothesis and Spelling Errors", Language Learning, 1970, Vol. 20, pp.183-189.; وانظر أيضا في: Brown, H. Douglas. Principles of Language Learning and Teaching, USA, 1980, pp.158-160.
]5[ انظر للانتقادات الموجهة إلى التحليل التقابلي في:
Hadlich, R. L. “Lexical Contrastive Analysis” Modern Language Journal, 1965, Vol. 

XIX, No.7, pp. 426-429.; Baird, A. “Contrastive Studies and The Language Teacher” 

English Language Teaching, 1967, Vol. XXI, No. 2, pp. 130-135.; Hamp, E. P. “What a 

Contrastive Grammer İs Not, İf İt İs”, Monograph Series on Languages and Linguistics, 

1968, Editor: James E. Alatis, pp. 137-147.;. Newmark, L - Reibel, D. A. “Necessity and 

Sufficiency in Language Learning”, IRAL 1968, Vol. VI, No. 2, pp. 145-164.; Richards, 

Jack, “A Non-Contrastive Approach to Error Analysis” English Language Teaching, 1974, 

Vol. XXV, No. 3, pp. 204-219.; Wardough, Ronald, “The Contrastive Analysis 

Hypothesis”, TESOL, 1970, No. 2, pp. 123-130.
]6[ راجعنا الكتب التالية حول أصوات اللغة التركية: Selen, Nevin, Söyleyiş Sesbilimi, Akustik Sesbilim ve Türkiye Türkçesi, Ankara, 1979, s.22-107.; Demircan, Ömer, Türkiye 

Türkçesinde Ses Düzeni Türkiye Türkçesinde Sesler, Ankara, 1979, s. 62-82.; Ergin, 

Muharrem, Türk Dil Bilgisi, İstanbul, 1993, s. 38-47.; Ercilasun, Ahmet Bican, "Türkçede 

Sesler", Türk Dili ve Kompozisyon Bilgileri, Ankara, 1992, s. 66-69.; Banguoğlu, Tahsin, Türkçenin Grameri, Ankara, 1995, s.34-51. ؛ الشامان،مسعد بن سويلم. قواعد اللغة التركية، جامعة الملك سعود، 1417هـ، ص ص 5-22.
]7[ راجعنا الكتب التالية حول أصوات اللغة العربية: أنيس، إبراهيم. الأصوات اللغوية. ط. 6، القاهرة، 1984م، ص ص 29-104.؛ بشر، كمال محمد. علم اللغة العام – الأصوات، القاهرة، دار المعارف، 1975م، ص ص 61-163.؛ الخولي، محمد علي. الأصوات اللغوية. الرياض، مكتبة الخريجي، 1987م، ص ص 87-112.؛ جديدي، عبد القادر. البنية الصوتية للكلمة العربية. تونس، 1985م، ص ص 12-58.؛ بركة، بسام. علم الأصوات العام، أصوات اللغة العربية. لبنان، مركز الانماء القومي، 1988، ص ص 105-146.؛ الغريبي، سعد عبدالله. الأصوات العربية وتدريسها لغير الناطقين بها من الراشدين. مكتبة الطالب الجامعي، 1986م، ص ص 31-55؛ جقمقجي، جودت. أصوات اللغة التركية والعربية، تحت الطبع ضمن منشورات جامعة الملك سعود.

Linguistic Sounds in Turkish and Arabic
A Contrastive Analysis 

Emrullah Isler

Associate Prof. Dept. of Foreign Languages, 
College of Education, Ghazi University, Ankara, Turkey
Visiting Prof. to, Dept. of Asian Languages,
Collages of Languages & Translation,
King Saud University, Riyadh, Saudi Arabia

(Received 11/4/1424A.H. ; accepted for publication 9/8/1424A.H.)

Abstract. Linguistic sounds are limited in number in all languages, so we expect to find similarity among most sounds. But there are also some differences. There is no doubt that it is difficult for learners of foreign languages to find difficulties in pronouncing the new sounds. The aim of this paper is to carry out a contrastive analysis between the sounds of Turkish as a second/target language and Arabic as a mother tongue. Aspects of similarities and differences have been identified according to the strong version of contrastive analysis. The paper addresses also the difficulties that Arab students may encounter. Examples are given from the negative role played in Arabic loan words in Turkish and their negative effect on the correct pronunciation of the Arab students when they are learning Turkish including the Saudies.

 

- موقع المكتبة -