lالأستاذ الخليل النحوي يحاضر حول مزايا اللغة العربية

خميس, 11/16/2017 - 11:15

في إطار البرنامج الشهري لأنشطة مجلس اللسان العربي بموريتانيا قدم فضيلة الأستاذ الخليل النحوي رئيس المجلس مساء أمس الأربعاء 26 صفر 1439هـ/ 15 نوفمبر2017 محاضرة بعنوان:"حديث حول مزايا اللغة العربية"، هي الثانية في إطار هذا البرنامج.

استهل المحاضر حديثه بإبراز ما تتميز به العربية من انتشار في البعدين المكاني والزماني، وهي تحتل اليوم الموقع الثاني بعد الإنجليزية من حيث الانتشار في البعد المكاني.

أما الانتشار في البعد الزماني فيتمثل في كون اللغة العرية أقدم اللغات الحية في العالم التي ما زال متكلموها يفهمون النصوص التي كتبت بها منذ أكثر من ستة عشر قرنا ويتفاعلون معها. وليس هذا الانتشار في البعد الزماني خاصا بالماضي (حيث كانت العربية اللغة الأولى عالميا لمدة نحو 8 قرون)، ولا بالحاضر (حيث تحتل، حسب مؤشري اللغة الأم وعدد الناطقين، المرتبة الرابعة)، بل إن الدارسين لمستقبل اللغات يرون أن اللغة العربية هي إحدى اللغات القلائل المرشحة للبقاء في المستقبل.

وأبرز المحاضر ما وُصف به اللسان العربي في القرآن الكريم من الإبانة، وما وصف به القرآن من كونه "عربيا" وأنه "ذكر للعالمين" وأنه "ميسر للذكر" ليؤسس على ذلك أن أهم السمات التي تميز اللسان العربي هي الإبانة واليسر والكونية.

أما الإبانة فتتجلى مظاهرها في عدة مستويات منها المستوى الصوتي؛ فالنظام الصوتي في اللغة العربية يتميز بالوضوح والإبانة واتساع "المدرج الصوتي" حيث تعتبر العربية من أوسع لغات العالم جهاز نطق.

وتتجلى الإبانة كذلك في المستوى الصرفي؛ حيث يتميز النظام الصرفي في اللغة العربية بقوالبه الدالة؛ فكل صيغة صرفية لها دلالتها بالإضافة إلى دلالة الجذر الملابسة؛ وهو ما عبر عنه المحاضر بـ"التعالق أو التعانق بين المبنى والمعنى"، وأشار إليه من قبل بعض اللغويين كابن جني بحديثه عن تصاقب الألفاظ والمعاني. 

أما الإبانة في المستوى النحوي فتتجلى أبرز مظاهرها في خاصية الإعراب التي تتمايز فيها حالات إعراب الكلمات في التركيب بحسب تمايزها في المعاني السياقية.

وهكذا تكون للكلمات في المستوى النصى عدة أنواع من الدلالة؛ فهناك دلالة الجذر، ودلالة البنية الصوتية، والدلالة الإعرابية.

وفيما يتعلق بالسمة الثانية، وهي اليسر، تحدث المحاضر عما يميز اللغة العربية من يسر في المستوى الكتابي، حيث تتميز اللغة العربية بقلة الرموز الأساسية لكتابة الأصوات مقارنة بمثيلاتها (16 رمزا تنضاف إليها نقطة يعبر بها منفردة أو متعددة وحسب موقعها من الحرف عن أصوات مغايرة)، كما أن العربية تندر فيها  الحروف التي تكتب ولا تنطق بخلاف لغات أخرى مثل الإنجليزية والفرنسية التي تكثر فيها ظاهرة الحرف الذي يكتب ولا ينطق. وعلى المستويين الصوتي والكتابي معا، تتميز اللغة العربية بدقة العلاقة بين الصوت ورمزه، حيث أن كل صوت يعبر عنه بحرف معين واحد لا غير، بينما يمثل الصوت في لغات أخرى بعدة رموز كتابية.

أما اليسر فيما يتعلق بالمستويات الصرفية والتركيبية فيتمثل في النظام الاشتقاقي الذي يكشف عن رحم ماتة بين مختلف فروع الجذر وفي الطبيعة القولبية للكمات العربية والمقولات النحوية.

وتحدث المحاضر كذلك عن إنسانية اللسان العربي وعالميته أو كونيته، لا بالاعتبار الديني فقط وإنما باعتبارات أخرى أيضا. وفي هذه النقطة ذكَّر المحاضر بما تشير إليه دراسات عديدة من كون اللغة العربية هي أم اللغات، وأشار إلى ما للانتشار في الزمان والمكان من أثر في جعل العربية اللغة العالمية الأولى بامتياز، خاصة إذا انضاف إلى ذلك ما اتسمت به في القرون الغابرة من كونها ناظمة لجميع المعارف الإنسانية.