ندوة مجلس اللسان العربي بموريتانيا: تفصيح اللهجة الحسانية: الواقع والطموح

جمعة, 01/19/2018 - 11:47
ندوة مجلس اللسان العربي بموريتانيا: تفصيح اللهجة الحسانية: الواقع والطموح

نظم مجلس اللسان العربي بموريتانيا بمقره، مساء الأربعاء 30/04/1439هـ. – 17/01/2017م، ندوة عنوانها<<تفصيح اللهجة: الواقع والطموح>> تناولت  تأثير اللغات الأجنبية على المتكلمين للغة العربية وسليلتها اللهجة الحسانية التي باتت تعاني هي الأخرى من ظاهرة الاستخدام المفرط للكلمات الأجنبية.

وفي كلمته التقديمية للندوة أكد رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا الشيخ الخليل النحوي أن ظاهرة التهجين اللغوي باتت تشكل خطرا على اللغة العربية وسليلاتها من اللهجات العربية المحلية مما خلق جملة من الإشكالات التي أصبحت تفرض على أهلها البحث عن حلول لها، ووضع سياسة لغوية تصون تراثها وتستشرف مستقبلها؛ بما في ذلك سن  قوانين لحماية اللغة العربية على غرار تفعله كثير من الدول لحماية لغاتها من غزو اللغات الأجنبية، إن التنبيه على هذا الخطر – يقول الشيخ الخليل- لا يعني معاداة الثقافات واللغات الأخرى فنحن نعتز بالثراء والتنوع الثقافي الإنساني، ونرى أن التلاقح بين الثقافات والحضارات هو أمر مرغوب ولا غني عنه، وأن اللسان يقرض اللسان مثلما يقرض الإنسانُ الإنسان؛ لكن ذلك ينبغي أن يكون في حدود ما تحتاج اللغة إلى نقله من المفاهيم والمعاني التي لا يعرفها معجمها الأساسي والثقافي؛ فالاقتراض المفيد من اللغات الأجنبية ينبغي أن يكون اقتراض العارف المتبصر، وليس الجاهل المنبهر. وهذا ما يتم إلا بوضع سياسة لغوية واضحة المعالم تسهر على تطبيقها المؤسسات الرسمية. إن مسألة الدخيل والمعرب قديمة تناولها اللغويون القدماء؛ بل إن القرآن اشتمل على كلمات معربة على خلاف بين العلماء في ذلك؛ غير أن الذي يدق ناقوس الخطر هو هذا السيل الجارف الذي يغزو معجم اللهجة الحسانية؛ فإذا تأملنا معجم الحياة اليومية في الحسانية وجدناه معجما فرنسيا بالكامل وهو ما يدعو للتساؤل لماذا يفضل البعض استخدام الكلمات الأجنبية بدلا من الفصيحة رغم أنها الأقرب إلى نفسه أو هكذا ينبغي أن تكون.

وقد أكد رئيس لجنة تهذيب العامية الدكتور محمد الأمين ولد الناتي أن هذه الندوة تتنزل في إطار عمل لجنة تهذيب العامية والتمكين للسان العربي وضمن برنامج " لنا العربية". ولهذا كان اقتراحها لها وإشرافها على تنظيمها مندرجين ضمن هدفها الأساسي الرامي إلى ترقية الاستعمال اللغوي الفصيح للمعجم الحساني.

وقد استمع الحاضرون إلى عرضين: أحدهما قدمه الأستاذ اسماعيل ولد محمد يحظيه حول ظاهرة الدخيل في اللهجة الحسانية؛ والثاني الدكتور يحي ولد البراء حول طبيعة اللغة وما يمكن أن يتهددها في حقيقة وجودها والخصائص التي تميزت بها اللهجة الحسانية عن اللغة العربية. وقد تلا هذين العرضين مداخلات الحاضرين واقتراحاتهم وأسئلتهم التي رد عليها المحاضرون في نهاية الندوة.

يذكر أن هذه الندوة حضرها جمهور كبير من أساتذة الجامعة والكتاب والشعراء والإعلاميين وممثلي شركات الاتصال والمهتمين باللغة العربية.