حفل إعلان صدور العدد الأول من "مجلة اللسان"

خميس, 08/09/2018 - 14:14
حفل إعلان صدور العدد الأول من مجلة اللسان

أقام مجلس اللسان العربي بموريتانيا مساء الأربعاء 26 ذي القعدة 1439هـ/ 08 أغسطس 2018غ، في فندق الخاطر احتفالية بمناسبة صدور العدد الأول من "مجلة اللسان" وذلك بحضور رسمي من وزارة الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور رئيسة المجموعة الحضرية لمدينة نواكشوط، وعدد من الأساتذة الجامعيين والمثقفين والإعلاميين والباحثين والمهتمين بقضايا اللغة العربية.
تضمنت الاحتفالية، بعد الاستفتاح بالقرآن الكريم، كلمة لرئيس المجلس الأستاذ الخليل النحوي نوه فيها بأهمية هذا الحدث العلمي معتبرا إياه وصلا لماضي هذه البلاد بحاضرها، فلم يكن اللسان العربي بغريب، في يوم من الأيام، على أهل هذه البلاد، بفضاءاتها المتواشجة، مع الشعوب والبلدان الإفريقية، كما هو مبثوث فيما دونه المؤرخون والرحالة العرب والكتاب المحليون منذ عصور خالية، وتسجيلات المستكشفين الغربيين؛ فقد كان الفرنسيون من أشد الناس انبهارا وأصدقهم شهادة بمكانة اللغة العربية وعلومها عند أهل البلاد، وبما كان لهم من التمسك بها والتبحر في آدابها. ألم يقل قائلهم إنه لا يوجد أي مجتمع بدوي يبلغ مبلغ أهل البلاد في العلم، وإنهم يتحدثون العربية الفصحى بطلاقة ويسر أحسن مما يتحدث بها سكان حواضر عربية عريقة معروفة، وأنه لا يندر أن تجد فيهم راعي إبل من أبسط الرعاة يترنم بالشعر الجاهلي!
ولم تكن هذه الصورة حصرية خالصة للشناقطة في حواضرهم ومحاضرهم ومضارب خيامهم فحسب، بل كانت صورة مشعة عابرة للحدود؛ فقد حمل القوم لسان الضاد في حلهم وترحالهم إلى قاصية الدار، فأشعوا به وبالدين الناطق به حيثما حلوا؛ فمن بلاد شنقيط، تمثيلا لا حصرا، دخلت العربية إلى البلدان الإفريقية، جنوب الصحراء، ونبتت فيها نباتا حسنا، فانتشرت على ألسنة المتعلمين، ونبغ من الأفارقة علماء كبار كانوا بلغة الضاد أبرّ من كثير من أبنائها الذين ارتضعوها من ثدي الأمهات؛ أدباء وفقهاء ودعاة وعلماء ومشايخ مصلحون نافسوا وتنافسوا في البر بها تحدثا وكتابة، ونشرا لها وتعليما بها، وشعرا وتصنيفا. وقد تحدث بعض المستكشفين الأوروبيين الأوائل عن الممالك الإفريقية التي زاروها، فذكروا أنه كان لبعض ملوكها كتاب من أهل هذه البلاد، يتحدثون العربية ويكتبون بها، رغم أن الإسلام لم يكن يومئذ دينا لأولئك الملوك. ومن هنا، كانت العربية لغة الاتفاقيات الدولية التي وقعتها بعض القوى الغربية مع ملوك أفارقة غير عرب، قبل عهد "الاستعمار". وهي صورة لم يتوقف تأثيرها على الأطراف بل ارتد عميقا إلى عمق الحواضر العربية والإسلامية.
فهذا الحدث الذي نحتفل به اليوم إنما هو متابعة لهذا الجهد التليد في خدمة لغة القرآن.
كما تضمنت الاحتفالية عرضا تعريفيا بالمجلة وشروط النشر فيها؛قدمه رئيس التحرير الدكتور البكاي ولد عبد المالك. شرح فيها المراحل التي مر بها إخراج هذا العدد؛ بداية من استكتاب الكتاب، مرورا بتقييمها التقييم الداخلي ثم إعادتها إلى كتابها لاستكمال ما يمكن استكماله في المنهج وتحرير العبارة، ثم تأتي بعد ذلك المراحل المتعلقة بتقييم المحكمين من داخل البلاد وخارجها؛ منوها بالجهود التي قامت بها إدارة المجلة من المدير الناشر: الشيخ الخليل النحوي وأمين التحرير الأستاذ محمد محفوظ، إضافة إلى هيئة التحرير والهيئة الاستشارية للمجلة.
وكانت الكلمة الختامية في الحفل هي كلمة المكلف بمهمة لدى وزارة الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان.
يذكر أن هذه المجلة هي مجلة علمية محكمة تصدر كل سنة عن مجلس اللسان العربي بموريتانيا. وقد تضمن عددها الأول هذا محورا تركزت بحوثه حول العربية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، كما اشتمل على أعمال الندوة المجمعية الأولى لمجلس اللسان العربي بموريتانيا، إضافة إلى القصائد الفائزة في المسابقة الشعرية التي أقامها المجلس بمناسبة افتتاح مقره، وتقريرا حول اللغة العربية في شوارع نواكشوط وأخبارا تتعلق بنشاطات المجلس.