الدكتور سيدي أحمد ولد الأمير يحاضر حول اللغة العربية في المكتبات الإفريقية.. وقفة مع مكتبة الحاج عمر الفوتي

سبت, 08/25/2018 - 19:24

احتضن مجلس اللسان العربي بموريتانيا في مقره مساء السبت 14 من ذي الحجة 1439هـ/ 25 أغسطس 2018 غ محاضرة عنوانها: "إفريقيا واللغة العربية: وقفة مع محتويات المكتبة الحاج عمر تال بباريس "؛  المحاضرة قدمها الدكتور سيدي أحمد ولد الأمير الباحث بمركز الجزيرة للدراسات بالدوحة بقطر، ومنسق وحدة الدراسات الإفريقية بذات المركز، والذي نشر العديد من العناوين تحقيقا وتأليفا حول الثقافة والتاريخ في غرب إفريقيا والمغرب.

تدخل هذه المحاضرة، كما هو معروف، في إطار برنامج محاضرات المجلس، وقد حضرها عدد من الأساتذة الجامعيين والمثقفين والإعلاميين والباحثين والمهتمين بقضايا اللغة العربية.

وفي بداية المحاضرة رحب رئيس المجلس الأستاذ الخليل النحوي بالحاضرين شاكرا لهم ما تجشموه من أجل المشاركة في هذه المناسبة العلمية الكبيرة، وبالمحاضر الدكتور سيدي أحمد ولد الأمير منوها بالجهود التي قدمها للثقافة العربية وتاريخها في إفريقيا، وهو موضوع يعتبر مشغلا من أهم مشاغل مجلس اللسان العربي بموريتانيا، مذكرا بأن اللغة العربية هي أول لغة مكتوبة عرفتها مجتمعات إفريقيا الغربية جنوب الصحراء؛ كما أنها اللغة التي يتكلمها ربع سكان القارة الإفريقية. فعنوان المحاضرة العام الذي هو: "إفريقيا واللغة العربية"، وموضوعها الخاص، الذي هو "وقفة مع محتويات المكتبة العمرية بباريس"؛ مكتبة الحاج عمر تال، هو من صميم اهتمام المجلس.

 وفي مستهل حديثه شكر المحاضر مجلس اللسان العربي على استضافته في هذه الجلسة وعلى إتاحة الفرصة له ليلتقي مع هذه النخبة التي لولا خوف الإطالة لشكرهم بأسمائهم فردا فردا.

وبعدما استعرض المحاضر بداية علاقته بمكتبة الحاج عمر تال، وتقديمه لمحة عن تاريخ هذا الرجل وعلمه وكفاحه ضد الفرنسيين خلص المحاضر إلى أن المكتبة العمرية:

تمثل إحدى أغنى خزانات المخطوطات العربية في إفريقيا جنوب الصحراء وأحسنها حظا من حيث ظروف الحفظ، وتضم 518 عنوانا، أي ما يمثل 120 ألف ورقة، وتزن أكثر من نصف طن. وتعطي هذه المكتبة صورة عن الطرق التي سلكتْها العلوم والمعارف الإسلامية إلى إفريقيا الغربية، كما تعطينا صورة دقيقة عن التاريخ السياسي والاجتماعي لهذه المنطقة في القرن التاسع عشر. وتحتوي المكتبة مصادر التاريخ الاقتصادي لإفريقيا الغربية كالوثائق الإحصائية لدافعي الزكاة ولرؤوس المواشي ولحصاد الغَلّات، فضلا عن إحصائيات لقطع السلاح وللذخيرة ولأعداد المقاتلين وقوائم بأسماء القُرى، وعقود تجارية.

بالنسبة للتاريخ الموريتاني توفر المكتبة مجموعة من الوثائق والمراسلات التي تؤطر وتشرح جانبا من نهاية إمارة أولاد امبارك في الشرق الموريتاني وفي شمال غرب مالي.كما تضم عددا هاما من مؤلفات الشيخ سيدي المختار الكبير وابنه سيدي محمد، وحفيديه الشيخ سيدي المختار  الصغير وصنوه الشيخ سيدي أحمد البكاي.

وفي المكتبة وثائق هامة تغطي مناطق تمتد من فوتا تورو إلى أراضي الهوسا مرورا ببلاد شنقيط وفوتا جالون وماسينا ومنطقة تنبكتو.

وقد أتبعت المحاضرة بنقاش غني أداره الأستاذ علي سيسي عضو ديوان المجلس، وقدم فيه الحاضرون مداخلات غنية حول تاريخ المنطقة وتاريخ الحاج عمر تال ورحلاته في طلب العلم وشيوخه وجهاده.