الدورة التدريبية حول صناعة المعجم التاريخي

اثنين, 05/20/2019 - 15:03

نظم مجلس اللسان العربي بموريتانيا بالتعاون مع اتحاد المجامع العربية ومجمع اللغة العربية بالشارقة يومي 16-17 شعبان 1440هـ. 21-22 إبريل 2019غ في فندق موريصانتر دورة تدريبية لصالح المحررين في  مشروع المعجم التاريخي للغة العربية؛ وهو المشروع الذي يشرف على تنفيذه اتحاد المجامع العلمية بتمويل كامل من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس مجمع اللغة العربية بالشارقة.

وفي الجلسة الافتتاحية للدورة  رحب رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا الدكتور الخليل النحوي بالأساتذة الضيوف القائمين على الدورة: الدكتور محمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة والأستاذ الدكتور مأمون عبد الحليم محمد وجيه عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة والمدير التنفيذي للمعجم التاريخي، والمهندس باسل عبد الرزاق حايك؛ منوها بأهمية هذا المشروع العلمي الذي سيغطي تأريخ ألفاظ اللغة العربية وحضارتها على امتداد سبعة عشر قرنا، ومشيدا بالهمة العالية التي تقف وراءه والعطاء الكريم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي اللذين بهما سيتحقق هذا الإنجاز العظيم بعون الله عما قريب.

وفي ردهما على الكلمة الترحيبية لرئيس مجلس اللغة العربية بموريتانيا الدكتور الخليل النحوي ذكَّر الدكتور محمد صافي المستغانمي والأستاذ الدكتور مأمون عبد الحليم محمد وجيه بالمحاولات التي بدأت منذ مستهل القرن الماضي والعقبات التي تم تذليلها بفضل الجهود المدعومة من صاحب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

وقد وضع كل منهما الحدث في إطاره مذكرين بأن دورة موريتانيا التي هي ثالث دورة تدريبية حول المعجم، تندرج في إطار سلسلة من الدورات التدريبية تعقد في نحو عشر دول عربية من أجل تهيئة الباحثين وخبراء اللغة العربية في هذه البلدان للشروع في إعداد مادة المعجم التاريخي للغة العربية.

وذكر الأستاذ الدكتور محمد صافي المستغانمي المشاركين في الدورة بأن سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وضع كل الامكانات تحت تصرف اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية وتحت تصرف المجامع العربية من أجل إنجاز هذا المشروع في أقرب وقت ممكن وبأن الاتحاد بالتعاون الوثيق مع مجمع اللغة العربية بالشارقة قد أعد منصة رقمية رائدة ستسهل على محرري المعجم إنجاز مهمتهم بالاستفادة من تقانات العصر الحديثة.

وقد شارك في الدورة نحو خمسين من علماء اللغة والباحثين المميزين في موريتانيا، تابعوا خلال الدورة مجموعة عروض ومحاضرات تناولت على الخصوص منهج كتابة مادة المعجم وسبل الاستفادة من المنصة الرقمية الخاصة التي وضعها مجمع اللغة العربية بالشارقة تحت تصرف اتحاد المجامع العربية والمجامع المشاركة 

فقد قدم الأستاذ الدكتور مأمون وجيه عرضا بعنوان: [المعجم التاريخي للغة العربية: المنهج والتطبيق]  تناول تحديد العصور التي سيغطيها المعجم، والوحدات المعجمية وتربيب المواد في المعجم، ثم ترتيب كل مادة؛ بدءا من الجذر، فالنظائر السامية للجذر، فالمعني الكلي للمادة، فالمداخل المعجمية مؤيدا ذلك كله بالأمثلة التوضيحية.

كما تحدث المهندس باسل عبد الرزاق حايك عن الخطوات التي مر بها العمل في إعداد  المدونة اللغوية الحاسوبية والعقبات التي تم تذليلها للوصول إلى أكمل مدونة تتيح للمحررين المعجميين العمل بدقة وسهولة.

وفي اليوم الثاني تابع المتدربون طريقة التحرير المعجمي، مع شرح واف لمكونات المنصة، والخطوات التي يتبعها المحرر، بدءا من تسجيل حسابه الجديد ومراحل إنجازه المداخل المعجمية لكل مادة خطوة خطوة؛ معززا شرحه بالرسوم التوضيحية.

بعد ذلك قدم الدكتور محمد صافي المستغانمي مداخلة بعنوان موجهات التحرير؛ تناولت تحرير مواد المعجم وطبيعة الجذاذة ومكوناتها؛ من المدخل المعجمي فالتعريف وطريقة تحريره، وتوثيق الشواهد من المدونة اللغوية الحاسوبية.

وقدشفعت العروض والمحاضرات بنقاشات غنية قدم فيها العلماء والباحثون الموريتانيون مجموعة من الأفكار والمقترحات وأشادوا بهذا العمل الرائد الذي اعتبروه غير مسبوق في تاريخ الأمة خصوصا أن بعضهم خاض تجارب سابقة في العمل المعجمي تثبت  أن التجربة الجديدة ستكون مميزة بما أعد لها من الوسائل والتقانات الحديثة التي تيسر الاضطلاع بها وقد ألقى عدد من الباحثين وعلماء اللغة الموريتانيين قصائد تشيد بهذه المبادرة وبدعم سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لها وترحب بالوفد الكريم الذي جاء للإشراف على الدورة.

وجدير بالذكر أن مجلس اللسان العربي كان قد نظم يوم 15 شعبان،  20 ابريل ندوة تمهيدية حول المعجم التاريخي للغة العربية تضمنت تعريفا بفكرة المعجم وإضاءة حول المعاجم التاريخية في اللغات الأخرى ومحاضرات أخرى قدمها كبار الأساتذة والباحثين حول العلاقة بين السياق والمعنى وصناعة المعجم وتصحيفات  كبار المحققين باعتبارها مزالق يتعين على محرري المعجم الحذر من الوقوع فيها.

وقد اختتمت دورة نواكشوط بحفل سلمت فيه شهادات مشاركة للمتدربين وشهادات تقدير للقائمين على التدريب.