
اختتمت، مساء الجمعة 7 من محرم 1441هـ-6 سبتمبر 2019غ بفندق موريصانتر في مدينة نواكشوط، أعمال "مؤتمر اللغة العربية في إفريقيا" بإشراف وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الاصلي السيد الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب الذي أكد في كلمته في حفل الاختتام أن استجابة الحكومة لتنظيم وإيواء هذا المؤتمر تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، وافتتاح فعاليته الرسمية من طرف الوزير الأول السيد اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا يبرهن على أن التمكين للغة العربية وعلومها يحتل الصدارة في أولويات عمل الحكومة.
وتعهد الوزير بدعم الحكومة الموريتانية كل الجهود الهادفة إلى نشر اللغة العربية في الدول الأفريقية المهتمة بإدراجها في برامجها التعليمية عن طريق تقديم الدعم المادي والمعنوي لمجامع اللغة الساعية إلى تحقيق ذلك، خاصة مجمع اللسان العربي بموريتانيا .
وأشاد الوزير بالجهود التي بذلها المنظمون والتي مكنت من مشاركة هذا الكم من القامات العلمية الأفريقية في أول مؤتمر للغة العربية في افريقيا بموريتانيا.
كما أعرب الأستاذ الدكتور الخليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا عن سعادته بالتعرف واكتشاف قامات سامقة لم تكن تحت الأضواء في دول أفريقية شقيقة وصديقة تعمل بجد ومثابرة في الخفاء لتعليم اللغة العربية ونشر علومها في الدول الأفريقية جنوب الصحراء.
وشكر مجمع اللغة العربية بالشارقة على دعمه المتواصل للمجلس وعونه السخي على تنظيم هذا المؤتمر، وذلك ما يجسد اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بنشر اللغة العربية والتمكين لها، كما أثنى على دعم جهات أخرى من بينها البنك الإسلامي للتنمية.
وقد شارك في أعمال المؤتمر معظم قادة مجامع اللغة العربية وعشرات من الباحثين المختصين في اللغة والثقافة العربيتين من أبناء البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، بما فيها على الخصوص السنغال ومالي والنيجر وغينيا وساحل العاج ونيجيريا وغامبيا والكمرون وتشاد والصومال وأوغندا وغانا ورواندا، هذا إلى جانب لغويين كبار من المغرب والجزائر والمملكة العربية السعودية ومصر والسودان وليبيا، فضلا عن قادة وممثلين لمنظمات عربية وإسلامية وإفريقية تعنى بخدمة اللغة العربية. وقد ناقشوا خلال ثلاثة أيام من العمل المتواصل 37 ورقة علمية تركزت حول أربعة محاور:
. محور "العلاقات التقابلية بين اللغة العربية واللغات الإفريقية" وقد تضمن ثماني ورقات موزعة على جلستين.
2. محور "التعليم العربي في البلدان الإفريقية" وقد تضمن تسع ورقات موزعة على جلستين.
3. محور "الأدب العربي في إفريقيا" وقد تضمن عشر ورقات موزعة على جلستين.
4. محور "راهن اللغة العربية ومستقبلها في إفريقيا" وقد تضمن عشر ورقات موزعة على جلستين.
وكان "مؤتمر اللغة العربية في إفريقيا" قد افتتح بقصر المؤتمرات القديم بمدينة نواكشوط 5 من محرم 1441هـ- 4 سبتمبر 2019غ، وذلك تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ابن الشيخ الغزواني، وبرعاية خاصة من سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وبإشراف مباشر من معالي الوزير الأول المهندس إسماعيل بن بده ابن الشيخ سيديا الذي أشاد بالتعاون في تنظيم المؤتمر وفي نشاطات أخرى بين مجلس اللسان العربي بموريتانيا ومجمع اللغة العربية في الشارقة، وأثنى على جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في خدمة اللغة العربية، وقال إن هذا التعاون "يصب في بحر العمل المشترك لخدمة هذه اللغة، ويترجم متانة العلاقات المتميزة بين موريتانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، تماما كما أن حضور مجلس اللسان العربي في أسرة اتحاد المجامع العربية يتسق مع تطلعات بلادنا إلى تعزيز التواصل العلمي والتعاون في سائر المجالات بين أقطار الأمة".
ودعا الوزير الأول في خطابه الافتتاحي إلى مضاعفة الجهود لكي تستعيد اللغة العربية مكانتها التي كانت لها في عصور خلت، لغة للعلم والتقانة والصناعة والتجارة، وأداة للتواصل وتطوير البحث العلمي والابتكار ونشر المعلومة حول العالم.
وقرئت خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رسالة وجهها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلى المشاركين ذَكَّرَ فيها بأن "اللُّغَة الْعَرَبِيَّة فِي إِفْرِيقْيَا سَكَنَتْ وَتَوَطَّدَتْ أُصُولُهَا مَعَ الْفُتُوحَاتِ الْإِسْلَامِيَّةِ الْأُولَى، ثُمَّ انْتَشَرَتْ رُقْعَتُهَا وَاتَّسَعَتْ، وَتَرَسَّخَتْ جُذُورُهَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ الطَّيِّبَةِ الْمُبَارَكَةِ. .." وقال: "إن هَذِهِ اللُّغَةَ الْفَرِيدَةَ الْعَصْمَاءَ ظَلَّتْ وَاقِفَةً شَامِخَةً تُنَاطِحُ السَّمَاءَ، وَاسْتَمَرَّتْ حَيَّةً كَرِيمَةً، وَاسْتَعْصَتْ عَلَى الزَّوَالِ وَالِاضْمِحْلَالِ، عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الظُّرُوفِ الصَّعْبَةِ الَّتِي مَرَّتْ بِهَا كَثِيرٌ مِنَ الدُّوَلِ الْإِفْرِيقِيَّةِ فِي الْقَرْنَيْنِ الْمَاضِيَيْنِ جَرَّاءَ الِاسْتِعْمَارِ الْغَرْبِيِّ الْمُتَنَوِّعِ الَّذِي حَاوَلَ جَاهِدًا تَقْوِيضَ أَرْكَانِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْغَضَّ مِنْ شَأْنِهَا، وَصَرْفَ الشُّعُوبِ عَنْهَا. ودعا الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي َالـمُهْتَمِّينَ باللغة العربية إلى أَنْ يَجْتَهِدُوا فِي تَطْوِيرِ أَسَالِيبِ تَعْلِيمِهَا، وَتَحْفِيزِ الْأَجْيَالِ لِدِرَاسَتِهَا، وَإِحْسَانِ التَّوَاصُلِ بِهَا".
وقد نظم على هامش المؤتمر المعرض الأول للخط العربي الإفريقي الذي ضم ما يناهز مئة لوحة خطية موزعة بين الأقسام الآتية:
تاريخ وتطور الخط العربي الإفريقي؛
أنواع وجماليات الخط العربي الإفريقي؛
الخط العجمي: لغات إفريقيا بالحرف العربي؛
خطوط الأعلام الأفارقة والموريتانيين؛
تنميط وحوسبة الخط الإفريقي.
وقد أصدر المشاركون جملة من التوصيات تضمنها التقرير الختامي الذي تلاه الأمين العام للمجلس د. المختار الجيلاني في حفل العشاء الاختتامي للمؤتمر، وكان من أبرزها:
1-تثمين جهود مجلس اللسان العربي بموريتانيا ومجمع اللغة العربية بالشارقة اللذين كان المؤتمر ثمرة للتعاون بينهما.
2-تحويل مؤتمر اللغة العربية في إفريقيا إلى مؤتمر سنوي يعقد بنواكشوط يتناول كل مرة موضوعات جديدة حول واقع اللغة العربية وسبل تعزيز مكانتها في إفريقيا.
3-إنشاء مجمع للغة العربية في إفريقيا جنوب الصحراء.
4-إنشاء هيئة عالمية لتعليم اللغة العربية.
وقد وزعت خلال حفل اختتام أشغال المؤتمر شهادات تقديرية على المشاركين من طرف اللجنة العلمية للمؤتمر تقديرا لبحوثهم التي كانت موضوع نقاش خلال جلسات المؤتمر .
كما تميز الحفل بإلقاء قصائد شعرية شارك فيها بعض من ضيوف المؤتمر وبعض الأدباء الموريتانيين.