رئيس مجلس اللسان العربي ضيف شرفٍ على أسبوع الفرنكوفونية

ثلاثاء, 03/17/2020 - 15:11

حضر رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا الشيخ الخليل النحوي، افتتاح أسبوع الفرنكوفونية في موريتانيا تلبية لدعوة من رئيس الجمعية الموريتانية الفرنكوفونية الأستاذ أحمد حمزة.

وتميز حفل الافتتاح بحضور شخصيات بارزة بينها السيدة فطمة عبد الملك، رئيسة المجلس الجهوي لمدينة نواكشوط، وسعادة السيد عبد القادر الساحلي سفير الجمهورية التونسية، وسعادة السيد روبير موليي سفير جمهورية فرنسا، وجمع من كبار الشخصيات والمثقفين والإعلاميين والناشطين المجتمعيين.

وخلال الجلسة الافتتاحية ألقى رئيس مجلس اللسان العربي وضيفُ شرفِ هذه النسخة كلمةً ذَكَّرَ فيها بالعلاقات التفاعلية العريقة بين اللغة العربية واللغة الفرنسية، مشيرا إلى اقتراض اللغة الفرنسية مئات الكلمات العربية كما يؤكد ذلك الباحث الفرنسي جان بريفوست (ديسمبر 1949) في كتابه (Nos ancêtres les les Arabes: Ce que notre langue leur doit) [أسلافنا العرب: ما تدين لهم به لغتنا]، وهو كتاب تقفى فيه أثر هذه العلاقات عبر استنطاق أمهات المعاجم الفرنسية القديمة وكتب التاريخ والأدب والفلسفة ليخْلُصَ بذلك إلى أنَّ العربيةَ تأتي في المرتبة الثالثة من حيث إمدادِ اللسان الفرنسي بالكلمات والمعاني، وهو ما تؤكده عدة كتب أخرى من أحدثها صدورا كتاب "العرَبِيّاتُ المُغْتَرِبات" للدكتور عبد العالي الودغيري وقد أحصى فيه آلاف الكلمات الفرنسية من أصل عربي. وقال إنه كان للفرنسية أيضا تأثير في اللغة العربية، وخصوصا في بعض العاميات العربية.

وذكر رئيس مجلس اللسان العربي بنداءات ودعوات لصالح اللغة العربية انطلقت في فرنسا، كان آخرها ما دعا إليه وزير الثقافة ووزير التربية الوطنية الفرنسي الأسبق السيد جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي بباريس، من ضرورة تعليم اللغة العربية في فرنسا وإحلالها المكانة التي تستحق، وذلك ضمن كتاب أصدره تحت عنوان La langue arabe, trésor de France [اللغة العربية كنز فرنسا]. وذكَّــــرَ رئيس مجلس اللسان العربي في هذا النطاق بوعد سابق من الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي، بإيلاء اللغة العربية مكانة خاصة وذلك في كلمة وجهها إلى البرلمان الفرنسي في منتديات عقدها حول اللغة العربية عام 2008، قال فيها: "إن اللغة العربية لغة مستقبل وتقدم وعلم وحداثة"، داعيا إلى الاستثمار في اللغة العربية، باعتبار تعليمها فرصة تبادل وانفتاح وتسامح، وأشار رئيس المجلس إلى أن وزير التربية الفرنسي الحالي، جان ميشيل بلانكي، كان قد أعلن في سبتمبر 2018 أنه من الواجب تعزيز تعليم اللغة العربية.

وقال رئيس مجلس اللسان العربي إن صدور دعوات من هذا النوع من داخل فرنسا - وخصوصا إذا لم تظل حبرا على ورق من شأنه أن يتشجع دعواتٍ أخرى للاستمرار في تعليم اللغة الفرنسية والعناية بها في بلادنا وفي غيرها، مؤكدا أن ثقافتنا العربية الإسلامية تدعونا إلى الاهتمام باللغات الأخرى، منشدا قول صفي الدين الحلي:

بِقدرِ لغاتِ المرءِ يكثرُ نفعهُ                                فتلكَ لهُ عندَ الملماتِ أعوانُ

تَهافَتْ على حِفْظِ اللّغاتِ مُجاهداً                        فكلُّ لِسانٍ في الحَقيقَة ِ إنسانُ

وقال رئيس المجلس إن الشراكة اللغوية مفيدة، وأن عناق لغة شريكة يغني ويضيف إذا لم يكن مفضيا إلى الاختناق.

وفي كلمته بالمناسبة، أكد السيد أحمد حمزة رئيس الجمعية الموريتانية للفرنكوفونية أن اللغة الفرنسية التي هي اللغة الأجنبية الأولى في موريتانيا واللغة الثانية في الحقل التعليمي ليست في وضع منافسة ولا عداء مع اللغة العربية التي هي لغة القرآن واللغة الرسمية للبلد. وقال إن العلاقة بين اللغات في بلدنا ينبغي أن تكون علاقة تكامل وقبول متبادل لا علاقة تجاذب وإقصاء. وقد أكد السفير الفرنسي في كلمته المعنى ذاتها، بالقول إن العلاقة بين اللغة الفرنسية واللغة العربية هي علاقة تكامل لا علاقة تعارض.