يوجد في تشاد ما يزيد على 120 لغة محكية محلية، غير أن دستور تشاد المصادق عليه سنة 1996 لا يعترف بأي من اللغات المحلية في البلاد إلا اللغة العربية بالإضافة إلى لغة المستعمر الفرنسية التي ظلت هي اللغة الرسمية الوحيدة في البلاد حتى 1996.
ولم يكن ترسيم اللغة العربية دستوريا إلا تجاوبا مع الواقع الاجتماعي للعربية؛ إذ هي لغة التواصل والتخاطب والتعامل بين جميع مكونات الشعب التشادي، واستجابة للمطلب الشعبي الذي ما فتئ منذ الاستقلال يلح على جعلها لغة رسمية. وفي هذا الصدد، صدر أخيرا مرسوم جديد عن الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية يحدد للوزير الأمين العام المكلف بترقية الثنائية اللغوية، بالإضافة إلى مهمته المتمثلة في ترقية الثنائية اللغوية في الإدارة العامة، أن من مسؤولياته كذلك تقديم التصورات ووضع الاستراتيجيات والبرامج من أجل تطوير الثنائية اللغوية في مؤسسات الدولة.
وفي هذا الإطار يأتي لقاء رئيس المجلس العسكري الانتقالي رئيس الجمهورية رأس الدولة الفريق محمد إدريس ديبي أتنو صباح يوم الثلاثاء ٢١ يونيو بالقصر الرئاسي بأطر اللغة العربية. الذي يدخل ضمن التشاور مع منظمات المجتمع المدني والجمعيات الناطقة باللغة العربية حول وضع اللغة العربية في تشاد وكذا رفع التحديات التي يواجهها مثقفو اللغة العربية. وخلال اللقاء قدم الدكتور عبد القادر ابكر منسق الأطر العربية كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية علي تنظيم هذا اللقاء الذي يعكس اهتمامه بالناطقين بالعربية والذي يعد بارقة أمل لتطبيق الازدواجية اللغوية علي ارض الواقع والسماح للناطقين بالعربية بالدخول في المدارس الوطنية الحكومية وغيرها كما طلب الدكتور عبد القادر في كلمته من رئيس الجمهورية مشاركة الناطقين باللغة العربية في عملية الحوار الوطني الشامل وكذلك إدراج مسألة الازدواجية اللغوية في بنود وتوصيات الحوار الوطني الشامل وفقراته. وأشاد الدكتور عبد القادر أبكر بالراحل مشير تشاد ادريس ديبي اتنو الذي أعطي للغة العربية مكانتها.
رئيس المجلس العسكري الانتقالي رئيس الجمهورية رأس الدولة الفريق محمد ادريس ديبي اتنو قدم خطابا سرد فيه تاريخ اللغة العربية ودورها في تقدم البلاد معربا عن شكره للذين كانوا وراء هذه المبادرة التي وصفها بالجيدة والتي تهدف إلى تقريب وجهات النظر في كثير من المشاكل العالقة مؤكدا دعمه اللامحدود للغة العربية في جميع مراحلها وأضاف في كلمته قائلا إن الحكومة لا تستغني ابدا عن مثقفي اللغة العربية والذين لهم دور كبير في تنمية البلاد، وقال أيضا: إن الناطقين باللغة العربية هم جزء لا يتجزأ من جمهورية تشاد، وردا على مطالبهم أكد أنه سيعمل علي مشاركة الناطقين باللغة العربية في لجان الحوار الوطني الشامل، كما أكد أيضا علي ضرورة فتح المجال أمام الناطقين باللغة العربية للالتحاق بالمدارس الوطنية كالمدرسة الوطنية لتأهيل القضاة والمدرسة الوطنية للإدارة وغيرها من المدارس الوطنية التي ليست بها أقسام عربية وأضاف أن العمل يجري علي قدم وساق من أجل فتح كلية الطب باللغة العربية. رئيس المجلس العسكري الانتقالي رئيس الجمهورية رأس الدولة الفريق محمد ادريس ديبي اتنو طلب من الأطر العربية ضرورة التحلي بالروح الوطنية والمواطنة ونبذ الجهوية والتفرقة والعمل معا من أجل مستقبل تشاد ونمائها وعدم الالتفات إلى ما يروجه البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي من شائعات من أجل عرقلة جهود تسيير الوطن وأضاف: إن الناطقين باللغة العربية يشكلون ركيزة أساسية في تنمية البلاد ووعد بالسعي لإكمال ما بدأه مشير تشاد لتطوير اللغة العربية.
