القاضي أحمد يرو كيده يحاضر في مجلس اللسان حول اللغة العربية في فوتاتورو

أحد, 06/26/2022 - 21:27

احتضن مجلس اللسان العربي بموريتانيا في مقره مساء السبت 24 من ذي القعدة 1443هـ/ 25 يونيو 2022غ. محاضرة قدمها بعنوان: "اللغة العربية في فوتاتورو"

تندرج هذه المحاضرة في إطار برنامج محاضرات المجلس، وقد أدارها عضو المجلس الدكتور الشيخ سيدي عبد الله، وقدم لها رئيس المجلس الدكتور الخليل النحوي الذي رحب في مستهل حديثه بالحضور من أساتذة ومفكرين وعلماء وباحثين وأطباء ومهندسين؛ سواء أكانوا حاضرين في المجلس أو عبر الطيف عن بعد، كما رحب بالمحاضر القاضي أحمد يرو كيده الذي قال إنه يستقبلنا في هذه العشية ضيوفا على مأدبته العلمية والمعرفية ليحدثنا عن شأن من شؤوننا؛ وهو اللغة العربية  في فوتاتورو.

وفوتاتورو هذه كما عرفناها، يقول النحوي: هي جسر معرفي، بل نهر متدفق من المعارف والقيم، وواحد من أهم جسور الإخاء الإنساني والتماسك الاجتماعي عبر التاريخ في هذه البلاد وما حولها.

فقد تركت هذه الأرض بصمتها منذ فجر التاريخ المدون عن هذه البلاد في سجل الإخاء الانساني والتماسك والوئام الاجتماعي

في فوتاتورو وما حولها من البلاد وُلِدَ ذلك الحلف العتيق العتيد بين المرابطين ومملكة التكرور بين الأمير يحي بن إبراهيم والأمير أبي بكر بن عامر والملك واري باري انجاي. ومن مظاهر هذا الحلف مشاركة ابنه مع المرابطين في قتالهم المرتدين من قبائل ادرار حيث استشهد في معركة أمكجار.

وعلى مر التاريخ كانت فوتاتورو نقطة التقاء واتحاد ووئام منها انطلقت محاولة إحياء دولة المرابطين - بعد أن وجدت محاولة أخرى كان من امرها ما كان- وقد نجحت هذه المحاولة حينا من الدهر عل ضفاف نهر السنغال في فوتاتورو ووالو وما حولهما وكان ذلك في عهد الأئمة الذين يطلق على واحدهم المامي ؛ ومن المعروف أن المامي قد تسمى به كثير من الموريتانيين قديما وحديثا بما في ذلك بعض المشاهير مثل الشيخ محمد المامي

ومن أشهر هؤلاء الأئمة الامام المامي عبد القادر كان الذي يقول فيه حرمة ولد عبد الجليل:

قد فقت كل ملوك الأرض قاطبة***وفقت بالعلم و العرفان كل ولي

و فوتا هذه كان لها إشعاع كبير في منطقة غرب إفريقيا وكان لها إشعاع حتى في بلاد المشرق من خلال الشيخ صالح الفلاني الذي كان أكبر المحدثين في عصره وقد دفن في البقيع.

وقد وصل إشعاعها حتى الغرب البعيد من خلال ذلك الأسير الذي أخذ قسرا فجلب إلى أمريكا؛ إنه الشيخ عمر بن سعيد كان، وأيضا يسمى عمر بن سعيد الذي استقر به المقام في الولايات المتحدة؛ تحديدا في ولاية كارولينا الشمالية. وقد كان عمر بن سعيد من المسترقين القلائل الذين تركوا اثرا مكتوبا باللغة العربية؛ فقد كتب سيرته الذاتية بإيجاز وبخط جميل. وقد بيع هذا المكتوب في مزاد علني سنة 1996 بعشرين ألف دولار. وهناك الآن مسجد يحمل اسمه في البلدة التي كان بعيش فيها.

ومن علمائها كذلك في العصر الحديث الحاج محمد با مؤسس مدارس الفلاح الذي سجنته السلطات الفرنسية بسبب نشاطه في تدريس اللغة العربية.

أما المحاضر القاضي أحمد يرو كيده، فقد بدأ حديثه عن حدود فوتاتورو الجغرافية ساردا أقوال المؤرخين القدامى مثل البكري وابن خلدون وغيرهم، كما تحدث عن أهم الأسر التي حكمتها قبل الإسلام وبعده، ليخلص من ذلك إلى الأسانيد النحوية في بلاد شنقيط التي ترجع إلى أحد علماء فوتاتورو الذي على الأشموني في مصر.

وفي ختام المحاضرة جاء دور الباحثين الحاضرين من خارج البلاد عبر الطيف ومن داخل قاعة المحاضرة في المجلس ليثروا الموضوع تعقيبا ونقاشا.