مجلس اللسان العربي بموريتانيا ينظم ندوة بعنوان: "عثرات الألسنة والأقلام في وسائل الإعلام"

ثلاثاء, 07/26/2022 - 11:22

ينظم مجلس اللسان العربي بموريتانيا على مدى اليومين الثلاثاء والأربعاء 27- 28 من ذي الحجة 1443هـ 26-27 يوليو 2022 غ في قاعة العروض بمقر اتحاد أرباب العمل الموريتانيين ندوة بعنوان: "عثرات الألسنة والأقلام في وسائل الإعلام" يشارك فيها ممثلون عن 25 هيئة عمومية وخصوصية تضم أجهزة حكومية منها السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية وسلطة ترقية الإشهار والمؤسسات الإعلامية العمومية (الإذاعة والتلفزة ووكالة الأنباء)، إضافة إلى إذاعات وقنوات وصحف خاصة، وممثلين عن اتحادات وجمعيات مهنية. كما شارك في الندوة ممثلون عن بعض شركات الاتصال.

وفي الجلسة الافتتاحية رحب رئيس اللجنة التنظيمية الحسن مولاي علي عضو مجلس اللسان رئيس لجنة الاتصال والنشر بالإعلاميين المشاركين الذين لبوا دعوة المجلس رغم زحمة المشاغل الالتزامات لحضور هذه الندوة الأولى من نوعها ليتقاسموا مع المجلس هموم هذه اللغة الشريفة   

وفي كلمته التي افتتح بها هذه الندوة رحب رئيس المجلس الشيخ الخليل النحوي رئيس السلطة العليا للصحافة و السمعيات البصرية، الدكتور الحسين مدو وبجميع المشاركين من هيئات الإعلام العمومية والخصوصية مؤكدا أن الرسالة الاعلامية لا تصل إلى المستهدفين إلا إذا كانت اللغة التي هي الأداة الموصلة سليمة ومبنى معنى؛ فمسؤولية مستخدم الوسيلة الإعلامية بالغة الخطورة لدوره في بناء وعي الانسان والتأثير على فكره وتوجيه سلوكه وهو ما يقتضي الاهتمام باللغة المستخدمة في الوسيلة الإعلامية والارتقاء بها.

كما كان لرئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، الدكتور الحسين مدو كلمة في هذه الجلسة الافتتاحية، أكد فيها على أهمية  الإعلام  ودوره في تطور الإنسان؛ حيث يمكن القول إن تاريخ تطور البشرية يتحدد بتطور وسائل الاتصال وأن اللغة كانت ولا تزال أعظم أداة للاتصال الإنساني، وأن مسؤولية تعاملنا مع هذه الأداة تتعاظم بمقدار تعاظم وسائل انتشارها وأثار  في هذا الصدد إشكالية المحافظة على سلامة اللغة مع مراعاة أن يكون ما تقدمه الوسائط الاعلامية في متناول الجميع.

بعد هذه الجلسة الافتتاحية انطلقت الجلسات العلمية، وقد تضمن هذا اليوم جلستين

_  أولاهما قدم فيها الإعلامي المخضرم الحسين ملاي اعل  ورقة حول لغة الإعلام السمعي البصري في الإذاعة والتلفزة، قدم فيها  لمحة عن تاريخ الإعلام وأدواته منذ المجتمعات البدائية ومراحل تطوره مرورا بظهور الكتابة والنسخ والطباعة حتى عصر الإذاعة و التلفزيون؛ وقال إن استفادة موريتانيا من الإعلام ظلت محدودة نتيجة لطبيعة الحياة قبل تأسيس الدولة الحديثة وأشار المحاضر إلى التحديات التي واجهت اللغة العربية  في ظل هيمنة اللغة الفرنسية واللهجة الحسانية قبل أن تستقطب الإذاعة كفاءات في اللغة العربية من جيل التأسيس إلى أن تسلم المشعل أجيال من الشباب. وتحدث عن الإجراءات التي قيم بها للمحافظة على سلامة اللغة، كما تناول الاخطاء اللغوية في المادة الإعلامية؛ وقال إن المشكل  يرتبط بجملة من العوامل من بينها الوضعية السياسية للبلد في السبعينات وبداية الثمانينات والضعف الذي يعتري الأمة الإسلامية ثم استعرض نماذج من الأخطاء الشائع حصولها في الإعلام السمعي البصري.

وقد تولى التعقيب على هذه الورقة الاعلامي محمد الأمين مني مستعرضا تجربته في التدقيق اللغوي بقطاع الأخبار بقناة الموريتانية.

_ أما الثانية فقدمها الأستاذ اللغوي محمدو سالم جدو بدأها بتحديد مفهوم اللغة منبها إلى أن ما يصح لغة قد لا يصلح إعلاميا.

واعتمد هذا العرض على مسح أجراه المحاضر على بعض وسائل الإعلام الوطنية المكتوبة تحديدا جريدة الشعب وبعض المواقع الألكترونية على موقع موريتانيا الآن وفي هذا الصدد أشار إلى تتميز به جريدة الشعب من سلامة اللغة إذا ما قورنت بغيرها من وسائل الإعلام المكتوب ثم استعرض بعض مظاهر القصور في الأداء اللغوي لدى الإعلاميين.

وقد تولى التعقيب على هذه الورقة الاعلامي النبهاني أمغر فنبه إن الأخطاء اللغوية متشابهة في الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية؛ ذلك أن الأولى هي الأصل وأشار إلى أن المشكل يعود بالأساس إلى مستويات المشتغلين في الاعلام وغياب المعيارية في الاكتتاب وعدم الجدية في معالجة المشكل.

وفي نهاية الجلستين قدم المشاركون مداخلات تضمنت عددا من الملاحظات والمقترحات حول اللغة في وسائل الإعلام.