العربية لغة طب راقية: عنوان يوم طبي يُنَظَّمُ بالتعاون مع مجلس اللسان العربي بموريتانيا

سبت, 07/30/2022 - 21:28

بالتعاون مع مجلس اللسان العربي بموريتانيا ، والجمعية الموريتانية لترقية علوم الصحة، نظم النادي الموريتاني لمتخرجي الجامعات والمعاهد السورية بفندق نواكشوط 30 من ذي الحجة 1443هـ 30 تموز 2022غ يوما طبيا بعنوان: العربية لغة طب راقية

يأتي تنظيم اليوم تزامنا مع التوجه الجديد الذي تعبر مصادقة البرلمان على القانون التوجيهي الجديد للمنظومة التعليمية الذي يعطي اللغة العربية فضلا عن اللغات الوطنية اهتماما أكبر.

فبعد جلسة الافتتاح التي بدأت بترتيل آيات من القرآن الكريم، ثم بتقديم نبذة تعريفية (عن النادي الموريتاني لمتخرجي الجامعات والمعاهد السورية و مجلس اللسان العربي : أهدافه وأنشطته، والجمعية الموريتانية لترقيه تدريس علوم الصحية: نشأتها وأهدافها) قدمها ممثلو الهيئات الثلاث، تتالت الجلسات العلمية لهذا اليوم الطبي، وكان عنوان الأولى من هذه الجلسات: دور اللغة العربية، لغةَ أم في تدريس العلوم الصحية للنهوض بالتنمية، وكان العرض الأول في هذه الجلسة عرضا قدمه رئيس مجلس السان العربي بموريتانيا الشيخ الخليل النحوي: اللغة العربية وتدريس العلوم: الإمكانيات والأفاق لتتوالى بعد ذلك بقية العروض: الطب بعيون اللغة العربية، وتعريب العلوم الصحية في سورية، وواقع الإرضاع الطبيعي في بلادنا ..خلية الإرضاع الطبيعي في مستشفى الأمومة، وتجربة وحدة بحث الأمراض المستجدة في الإشراف على إعداد بحوث التخرج باللغة العربية، وتجربة المدرسة الوطنية العليا للعلوم الصحية في تدريس العلوم الصحية باللغة العربية، وإشكالية المصطلح الطبي بين الترجمة والنحت.

وقد أُتبعت هذه العروض التي قدمت في هذا اليوم الطبي بمجموعة كبيرة من الردود والمداخلات قدمها الأطباء والأساتذة الحضور.

وكان رئيس مجلس اللسان العربي قد قال في كلمة الافتتاح لهذا اليوم الطبي:  

‏"إننا هنا اليوم لنقول ‏ان جميع دول العالم ‏التي أقلعت ‏وأصبحت تصنف في عداد الدول المتقدمة ‏ ‏درست كلها العلوم ودرست الطب ‏بلغاتها ‏وهذه هي السمة الناظمة ‏للدول التي استطاعت حل هذه المشكلة، ومع الاسف الشديد ‏هناك سمة ناظمة ‏للدول التي مازالت تتعثر -‏نسميها تفاؤلا الدول النامية ‏ولعل العبارة التي هي أصوب: الدول السائرة في طريق النمو- معظم هذه الدول السمة الناظمة لها أنها لم تنعتق بعد، ومازالت رهينة اسر التراث الاستعماري.

نحن لسنا ضد اللغات الأجنبية، يقول النحوي، بل نحن من أجل تعلم هذه اللغات وامتلاكها منذ عهدنا الاول عهد النبوة الأول؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام حض على تعلم ما نحن له بحاجة منها. لكن لا نريدها ان تسطو على مجالنا الحيوي، لا نريدها ان تعدو على لغتنا، لا نريدها ان تعوقنا عن الانطلاق والانعتاق، ونظل أسرى وهم كبير: أننا لا نستطيع أن نتعلم الطب ولا ان نعلمه ولا نستطيع أن نتعلم الهندسة ولا نعلمها الا بهذه اللغات.

‏فاللغة العربية أثبتت على مر التاريخ أنها لغة العلم والتكنلوجيا ولغة الإدارة والتجارة واللغة الدبلوماسية ولغة التواصل، وهي الآن تتبوأ مواقع متقدمة انطلاقا من مؤشرات عديدة في قياس مكانة اللغات على مستوى العالم.

‏فاللغة العربية تحتل المرتبة الرابعة بدون منازع، انطلاقا من مؤشر عدد الناطقين باللغة الام، ‏وحتى بعض اللغات التي استعدت على العربية وانتقصتها من اطرافها وحالت بينها وبين أن تكون اداة لتدريس العلوم لا ترتقي لهذه المرتبة؛ حيث تأتي في المركز الحادي عشر أو في السابع عشر. 

‏واللغة العربية هي اللغة الثانية عالميا انطلاقا من معيار لغة التدريس ‏حسب عدد دول العالم؛ فالعربية اليوم تدرس ‏في مراحل التعليم العام ‏أو في مراحل التعليم ‏الجامعية ‏أو في بعض الأقسام والتخصصات في لأكثر من 60 دولة. ولا ‏تتقدم عليها في ذلك إلا اللغة الإنجليزية ‏التي هي لغة التدريس في مائة دولة ودولة.

و‏اللغة العربية اليوم تحتل المركز الأول‏ بلا منازع ‏ ‏في سرعة النمو والانتشار على الإنترنت لا تدانيها في هذه السرعة أي لغة في العالم، نعم هناك لغات منتوجها الشبكي ‏او مخزونها على الشبكة ‏مازال أكبر بكثير من اللغة العربية ‏لأنها انطلقت قبل اللغة العربية التي انطلقت متأخرة ‏لكنها حثت الخطى وكأني بلسان حالها يقول، وعسى أن يكون ذلك قريبا:

من لي بمثل سيرك المدلل ‏

تمشي رويدا وتجي في الأول

‏اللغة العربية خلافا لما يتصور، ويهمني أن أقول أمام هذا الملإ من الأطباء والمهندسين: ‏اللغة العربية لغة المستقبل ‏اللغة العربية خلافا الوهم السائد ‏لغة تطعم من جوع، إذا أحسنا ان نمسك بهذه الصنارة ‏واحسنا ‏ان نصطاد، ‏لغة المستقبل لأن الدراسات الاستشرافية ‏حول اللغات وحول ظاهرة موت اللغات، أو انقراض اللغات ‏ما يسمى في الإنجليزية‏ The death of language ‏هذه الدراسات تصنف اللغة العربية ضمن لغات القليلة المحصنة من الاندثار؛ فمن اللغات القلائل ‏القادرة على الصمود ‏خلال 100 سنة قادمة، هناك أربع لغات؛ منها الإنجليزية بطبيعة الحال ‏والصينية بحكم القوة البشرية ‏التي تمتلكها ومنها الاسبانية والعربية.

‏اللغة العربية، يقول النحوي، ‏لغة خبز ولغة معاش، و‏لعل منكم من وقف على ‏هذه الدراسة التي أنجزت في بريطانيا ‏أنجزها المعهد البريطاني ‏حول ما هي اللغة التي يتعين على البريطانيين تعلمها ‏عدا الإنجليزية بطبيعة الحال ونشر ‏تقريرها عام 2013 ‏في صحيفة Independent ‏ theالبريطانية تحت عنوان مثير: ‏انس ‏الفرنسية والصينية، العربية هي التي يجب أن نتعلمها

‏هذه الدراسة لا تتحدث عن اللغة العربية بوصفها لغة عقيدة ‏ولا لغة دين؛ ‏وذلل لشرف لها ولنا، ولكنها تنطلق من حزمة معايير ‏نحو عشر، ‏منها معايير تتعلق بالديموغرافيا ‏ ومعايير تتعلق بالاقتصاد ‏هو بيت القصيد بالنسبة لهؤلاء؛ أي ما يضمن لهم مصالحهم المستقبلية، ووصلوا إلى أنه لا بد من تعلم إلى اللغة العربية. ‏هل يعقل أن يصلوا هم إلى تلك النتيجة ونبقى نحن نتفرج؟ ‏هل يعقل أن نكون نحن اليوم وأمتنا ‏التي لا يمكن أن تغلب عن قلة ‏أمة المليارين تقريبا من المسلمين ‏الذين يتكلمون ويتعبدون باللغة العربية كل يوم؛ أمة نصف المليار من الناطقين باللغة العربية. ‏هل يمكن أن يغيب عنا ما أدركه هؤلاء ؟ ‏أعتقد انه آن الأوان أن ننتبه، آن الأوان أن ننعتق"