حلقة نقاش حول "اللغة والاستقلال"

ثلاثاء, 11/28/2023 - 19:35

نظم مجلس اللسان العربي بموريتانيا، عصر الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1445هـ/ 28 نوفمبر 2023غ، بمقره حلقة نقاش حول: "اللغة والاستقلال" بمشاركة بعض الهيئات العاملة من أجل التمكين للغة العربية:

  1. ـ الحملة الشعبية للتمكين للغة العربية وتطوير لغاتنا الوطنية
  2. ـ اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين
  3. . جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم
  4. . هيئة جيرنو أحمد مختار ساقو
  5. . المنتدى الإسلامي الموريتاني
  6. . الجمعية الموريتانية لعلوم الصحة
  7. ـ المرصد الموريتاني للغة العربية
  8. ـ المركز الموريتاني للغة العربية
  9. ـ بيت الشعر
  10.  اتحاد الأكاديميين والمثقفين الموريتاني
  11. .المنتدى الموريتاني للأدب واللغة والثقافة
  12. .الائتلاف التربوي الموريتاني

ترأس هذه الحلقة الدكتور الخليل النحو الذي رحب في افتتاحه لهذه الجلسة بالحاضرين من أساتذة وباحثين نيابة عن منسقية سدنة اللغة العربية في موريتانيا هذه المنسقية التي تعمل منذ بضع سنوات على تنسيق الجهد المشترك في أحياء اليوم العالمي للغة العربية. وقد قررت هذا العام سنة حسنة يقول النحوي "أن تشغل عليكم عطلتكم هذه في عيد الاستقلال الوطني وتجعل من هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعا سانحة لاستنطاق دلالات الاستقلال: ما معنى ان نكون مستقلين? أصبح لنا علم، أصبح لنا نشيد وطني، أصبحت لنا سلطاتنا القضائية والتشريعية؛ هذا مفهوم تقليدي. ولكن لا يغيب عنا في مجلس اللسان العربي اننا بحاجة اليوم الى مؤشر جديد ينضم الى حزمة المؤشرات التي تواضعت عليها المنظمات العالمية:

 هنالك مؤشر لكل مجال من مجالات التنمية:

  • مؤشر التنمية البشرية؛
  • مؤشر الامن الغذائي؛
  • مؤشر السعادة؛

حتى هذا له مؤشر الى غير ذلك من المؤشرات.

 اليوم نحن بحاجة الى ان نفكر في مؤشر الاستقلال؛ إلى أي مدى نستطيع أن ندّعي اننا مستقلون

 صحيح أن بلادنا قطعت أشواطا وخطت خطوات مباركة على طريق الاستقلال؛ استقلال إداري حين قالت للمستعمر السابق – وأنا دائما أتحفظ على استخدام هذا المصطلح القرآني في غير محله: مصطلح الاستعمار؛ لكنه خطأ مشهور. وقد قالوا بحق أو بغير حق: خطأ مشهور خير من صواب مهجور.

 المهم ان موريتانيا في وقت مبكر من الستينيات؛ ستينيات القرن العشرين، وهي بمسيس الحاجة الى موارد لإدارة شؤون البلد،

 قالت لفرنسا آنذاك: توقفوا عن مساعدتنا لا نحتاج الى دعم للميزانية.

 فكانت هذه خطوة أولى على طريق إعطاء مبنى الاستقلال معنى، ولكننا لم نقطع خطوة في اتجاه الاستقلال الذهني مع الاسف الشديد. وكان الحلم بأن هذه اللغة التي خدمها أسلافنا والتي ربطت برباط محكم وثيق بين أبناء شعبنا على مر العصور، وهي تحمل كتاب الله وتحمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ هذه اللغة ظل التمكين لها حلما لكل الاجيال التي عاشت في هذه البلاد.  وما زلنا نحن اليوم ننتظر ان يكون للغة العربية مكانها اللائق بمكانتها وبتاريخها وبعطائها لوطننا ولقارتنا ولأمتنا.

"من أجل ذلك" يقول النحوي: "اجتمع ممثلو عدد من الهيئات الحاملة لهذا الهم، وقرروا ان يدعوكم اليوم بصفتكم سدنة للسان الضاد لهذا اللقاء للاستذكار والاستحضار، والسعي لإعطاء استقلالنا المزيد من المعنى بعد أن تحقق شيء من المبنى.

وقد تتالت بعد هذا الافتتاح من رئيس مجلس اللسان العربي مداخلات المشاركين من الأساتذة الحاضرين وعبر الطيف.

وفي ختام الحلقة أصدر المجتمعون البيان الآتي:

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان:

منذ سنوات قرر عدد من الهيئات العاملة من أجل التمكين للغة العربية في موريتانيا تنسيق جهودها في تخليد اليوم العالمي للغة العربية (18 دجمبر)، ثم ارتقت الهيئات المعنية بجهدها المشترك فجعلت اليوم العالمي أسبوعا وطنيا ثم امتد الأسبوع في نسخة العام الماضي (2022) إلى أكثر من 10 أيام.

واليوم، فإننا نحن الهيئات والمراكز والجمعيات والمنظمات العاملة في مجال خدمة اللغة العربية والتمكين لها في موريتانيا، والمجتمعة في الذكرى الثالثة والستين لاستقلالنا الوطني، والموقعة أدناه:

  •  إيمانا منا بأن الاستقلال الحقيقي لا يمكن أن يكتمل دون استقلال ثقافي؛
  • قناعة منا بأنه لا استقلال ثقافي يمكن أن يتحقق دون سيادة لغوية كاملة؛
  • سعيا منا لإظهار مدى الترابط القوي بين الاستقلال الوطني والسيادة اللغوية.

نعلن على بركة اللـه ما يلي:

أولا - تمديد فترة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية إلى شهر كامل ابتداء من هذا العام، والعزم على تنويع الأنشطة الهادفة إلى التمكين للغة العربية وتفعيل المادة السادسة من الدستور الموريتاني، والتي جعلت من اللغة العربية لغة رسمية وحيدة للجمهورية الإسلامية الموريتانية.

ثانيا – فتح الباب أمام كل الهيئات والمنظمات العاملة في مجال خدمة اللغة العربية للالتحاق بمنسقية سدنة اللغة العربية والمشاركة في نشاطات شهر اللغة العربية.

ثالثا – تثمين ما أنجز من خطوات لحد الآن في مجال تحقيق الاستقلال الثقافي والسيادة اللغوية، ومطالبة الجهات الحكومية المختصة والقطاع الخاص بمزيد من العمل لتعزيز استقلال موريتانيا الثقافي وسيادتها اللغوية غير المتنافية مع الانفتاح على اللغات الأخرى لأغراض التواصل وتبادل المنافع والبحث العلمي، ونحوها من الأغراض، ودون مساس بالحيز الوظيفي والسيادي للغة الرسمية للبلاد، وللغات الوطنية. 

والله ولي التوفيق،،،

نواكشوط بتاريخ : 14 جمادى الأولى 1445 ه الموافق 28 نوفمبر 2023م