الشيخ حمدا بن التاه في ذمة اللـه - بيان نعي وتعزية

أربعاء, 02/14/2024 - 23:07

فقدت موريتانيا؛ بل والامة الإسلامية بأسرها يوم الاثنين 03 شعبان 1445هـ/12 فبراير 2024غ أحد أكبر علمائها وأدبائها ومفكريها، وهو العلامة حمدا بن التاه، الذي ودع الدنيا قبل أن تودعه عن عمر ناهز 91 سنة.

يعتبر الشيخ حمدا بن التاه شخصية خلدها الحضور والتأثير الإيجابي في مسيرة الدولة والمجتمع على حد السواء، وكان له حضور مميز في محافل الأمة وشؤونها.

لقد جعلته معارفه الموسوعية وشخصيته الأدبية المبدعة ومكانته الاجتماعية قطبا محوريا في حياة المجتمع وخدمته والرقي بمستويات ثقافته ووعيه في مختلف المجالات.

وبهذه الشخصية المتكاملة الأبعاد استمر عطاء الشيخ حمدا، ثرا ومؤثرا عبر مئات المحاضرات والأحاديث السمعية البصرية في مختلف وسائل الإعلام، وعدد مهم من المؤلفات التي تتنوع بين الفكر المعاصر والفقه المقرب وفتاوى النوازل الميسرة، بالإضافة إلى الإنتاج الأدبي لشاعر مطبوع وكاتب موهوب وخطيب مفوه...

تبوأ العلامة حمدا مناصب مهمة في الدولة وأسهم بكفاءة ونشاط في مسيرتها منذ بداية العقد الثاني للتأسيس، حيث مارس التدريس، وتقلد الإدارة وتولى الوزارة... وظل في موقع الرأي والتوجيه إلى ما بعد تقاعده الرسمي.
وفد تصدر العلامة الراحل قيادة وعضوية هيئات علمية ودينية وطنية، فكان عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى، ثم عضوا بالمجلس الأعلى للفتوى والمظالم، وأمينا عاما لرابطة العلماء الموريتانيين، ثم رئيسا شرفيا لهيئة العلماء الموريتانيين.
**

ولد الشيخ العلامة حمدا بن التاه في حدود سنة 1933غ بضواحي "ابير اتورس" في مقاطعة المذرذرة، وهناك نشأ وتربى وتعلم في بيت علم وصلاح. وبعد دراسة المناهج المحضرية التحق بالتعليم قبل الاستقلال، ونال منحة تكوين في نفس المجال في تونس حيث تخرج بشهادة الكفاءة للتدريس سنة 1961غ، فعين مدرِّسا في معهد أبي تلميت.
وفي سنة 1971غ عين مديرا للتوجيه الإسلامي. وبعد أربع سنوات في هذا المنصب عين وزيرا للتوجيه الإسلامي في حكومة المرحوم المختار بن داداه. واستمر في الوزارة حتى سنة 1977غ، حيث عين سفيرا مكلفا بالشؤون العربية والإسلامية بوزارة الخارجية حتى 1978غ، حيث أعيد إلى إدارة التوجيه الإسلامي، فظل مديرا لها حتى تقاعد سنة 1988غ.
نال الراحل وسام "كوماندور" وهو أعلى وسام يمنح للشخصيات المدنية، كما وشحه ملك المغرب بوشاح الفكر الإسلامي، وكرمته هيئة الأمم المتحدة تقديرا لنشاطه البارز في المجال الجمعوي.
**

إن مجلس اللسان العربي بموريتانيا إذ ينعي فضيلة الشيخ العلامة حمدا بن التاه، ليتوجه بصادق التعزية وخالص المواساة إلى أسرة الفقيد الكريمة وإلى الشعب الموريتاني والأمة الإسلامية كلها، سائلا اللـه جلت قدرته أن يتقبل الراحل في جنان الخلد مع الذين أنعم اللـه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وصلى الله وسلم علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.