توفي يوم الأربعاء 26 شعبان 1445هـ / 6 مارس 2024غ رجل الأعمال الكويتي محمد عبد الرحمن الشارخ عن عمر ناهز82 عاما.
ويعد الشارخ أول من أدخل الحرف العربي إلى تقنية المعلومات الحديثة، وطَبَّق حوسبة اللغة العربية مع بداية الثورة الرقمية التي فجرها انتشار الحواسيب الشخصية مستهلَّ ثمانينيات القرن الماضي.
فقد أسس الفقيد شركة صخر للبرمجيات سنة 1980غ وظهرت علامتها التجارية على أول منصاتها المعربة للألعاب، وحواسيبها الشخصية المتوافقة مع أنظمة IBM المعيارية، بأنظمة وبرمجيات عربية ابتداء من سنة 1982غ.
وحملت تلك الحواسيب المعربة لأول مرة الحرف العربي إلى بطاقات الذاكرة الإلكترونية، لينطلق بعد ذلك إلى فضاء الحوسبة الواسع، وتتلقفه كبريات شركات تطوير الأنظمة والبرمجيات الحاسوبية.
وفي نفس الوقت اعتنى محمد الشارخ بتطوير المحتوى، فقدمت شركة صخر على منصاتها أول نسخة حاسوبية من القرآن الكريم، وكتب الحديث الصحاح بحلول منتصف الثمانينيات.
ورغم شراسة المنافسة وقوتها وسرعتها في أسواق البرمجيات فقد صمدت شركة صخر وواصلت الابتكار والتطوير في مجال برمجيات اللغة العربية المفيدة، خاصة في المعاجم والأرشفة والتعرف على الحرف العربي ضوئيا وصوتيا...
كما أنتجت الشركة وأبدعت في مجالات برمجيات العلوم والتقنيات وتدريب الناشئة والثقافة العامة...
وبسبب النجاح والرواج السريع للبرمجيات العربية مع انتشار وتسارع تطور الحاسوب الشخصي، استفادت شركات غربية كبرى من أعمال وتطوير البرمجيات العربية في مؤسسة الشارخ؛ سواء كان ذلك باتفاقيات شرعية، أو بطرق غير مشروعة، كما حدث في الحالين مع شركة مايكروسوفت العملاقة.
غير أن كل ذلك كان يصب في مصلحة المستخدم العربي، ويعود الفضل فيه أولا لرجل الأعمال الكويتي الراحل محمد الشارخ، الذي لم يفتّ ذلك في عضده ولم يثنه عن مواصلة الاهتمام والاستثمار في تطوير برامج الحوسبة العربية.
***
ولد محمد عبد الرحمن الشارخ عام 1942غ في الكويت، وهناك تلقى تعليمه الأول. وحصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1965، والماجستير من كلية وليامز الأميركية بولاية ماساتشوستس في عام 1968. وعمل نائبا لمدير الصندوق الكويتي للتنمية، وعضوا في مجلس إدارة البنك الدولي في واشنطن، وأسس بنك الكويت الصناعي.
وتقلد وظائف سامية كويتية ودولية. ونال جوائز منها:
- جائزة الدولة التقديرية في عام 2018.
ـ جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام في عام 2021.
وساهم في تمويل مركز دراسات الوحدة العربية. وفي تأسيس المنظمة العربية للترجمة. وفي تأسيس معهد العالم العربي في باريس.
وبالجملة عمل الشارخ على تطوير العديد من البرامج التعليمية والتثقيفية، وتعلم البرمجة للناشئة، تجاوز عددها الـ 90 برنامجا. ونشر كتب تعليم الكمبيوتر وتدريب المدرسين، وساهم في تأسيس معاهد تعليم برمجة الحاسب...
***
وإذ ينعي مجلس اللسان العربي بموريتانيا ببالغ الأسى فقيد اللغة العربية ورائد إخضاع الحوسبة لحرفها الخالد، محمد عبد الرحمن الشارخ، فإنه يتوجه بخالص التعزية وصادق المواساة لأسرة الفقيد الكريمة ولدولة الكويت الشقيقة وللأمة العربية والإسلامية جمعاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
