في برنامج "حديث الطيف": المستغانمي يحاضر عن ملمح الانسجام في بناء السورة القرآنية

أحد, 05/05/2024 - 23:25

احتضنت القاعة القاسمية بمباني مجلس اللسان العربي بموريتانيا، عصر السبت 24 شوال 1445هـ/ 04 مايو 2024غ، محاضرة قيمة، تحت عنوان "ملمح الانسجام اللفظي في بناء السورة القرآنية: وقفة تأصيلية"، ألقاها الأستاذ الدكتور محمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة

وقد شهد هذه المحاضرة الطيفية (المقدمة عن بعد) نخبة من العلماء والباحثين واللغويين حضوريا، وتابعها طيفيا (عبر الشابكة) عدد آخر من العلماء واللغويين، منهم الأستاذ الدكتور عبد اللـه الوشمي رئيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية.

 وقد تولى إدارة وتنسيق النقاش معالي الدكتور البكاي عبد المالك الأمين العام لمجلس اللسان العربي بموريتانيا.

وفي كلمة افتتاحية رحب الشيخ الخليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي بالحضور وبالمحاضر، موضحا أن المجلس قد استحدث في نطاق أنشطته العلمية والعملية برنامج "حديث الطيف" الذي يستضيف بطريقة الاتصال المرئي المسموع، على الشبكة، علماء وباحثين من خارج موريتانيا، وأنه أراد أن يكون الضيف الأول لهذا البرنامج  الأستاذ الدكتور محمد صافي المستغانمي، بوصفه أمينا عاما لمجمع الشارقة، الشريك الأساسي لمجلس اللسان، ونظرا لكونه من أبرز فرسان البلاغة القرآنية في عصرنا هذا، كما أراد أن يكون اللسان العربي في صلته الحميمة بالقرآن الكريم لبنة أساس في برنامج "حديث الطيف".

واعتبر الشيخ النحوي أن إطلاق "الطيف" أو الاتصال الطيفي على هذه الطريقة التي باتت التقنيات الرقمية ميسرة لها، يتناسب مع معنى ومدلول الطيف ومكانته في التراث والأدب العربي خاصة، وأن لنا فيه مندوحة عن استعمال مصطلحات أجنبية مثل "الألكتروني"، أو مركبات مثل "الاتصال عن بعد" أو الاتصال السمعي البصري"، ونحوها.

وبعد مشاهدة شريط وجيز يعرف بـ"ضيف الطيف"، أطل الأستاذ الدكتور امحمد صافي المستغانمي عبر الشاشة على الحضور، مستهلا محاضرته بالثناء على بلاد شنقيط والإشادة برسوخ أقدام أهلها في لغة القرآن وبيانها.

وركز المحاضر على ما يميز سور القرآن العظيم من انسجام وهندسة لغوية وبيانية في غاية الدقة والإعجاز؛ حيث أن لكل سورة من سور القرآن محورا معينا، واختيارات لغوية دقيقة متسقة مع محور السورة، ضاربا المثال ببعض الملامح من سور قرآنية، منها سورتا النبأ والنازعات. ونبه إلى أن هذا الانسجام الحاصل بين مفردات معجم السورة في اتساقها مع محورها، حاصل أيضا ليس فقط بين خاتمة والسورة وفاتحة السورة التي تليها، مما نبه إليه بعض العلماء سابقا، بل وبين السورة وغيرها من سور القرآن التي تتضمن مفردات أو تراكيب أو قصصا مشابهة.. 

وأوضح أن دراسة هذا الملمح قد غابت تقريبا عن معظم المفسرين مع أنهم "لم يتركوا شاردة ولا واردة"، داعيا الأكاديميين والدارسين إلى الاهتمام باكتشاف ودراسة هذه الملامح التي تدخل في هندسة الانسجام اللفظي والمعنوي والموضوعي في بناء السورة القرآنية.

وقد عززت هذه المحاضرة بتعقيبات وأسئلة ونقاش غني أشاد خلاله المناقشون بما تتسم به المحاضرة من الجدة والطرافة، وما تفتح من آفاق التدبر في القرآن وتذوق لذائذه والاستمتاع بعجائبه التي لا تنقضي.