اليونسكو تكرم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية

خميس, 05/22/2025 - 07:35

في يوم الأربعاء 21 مايو 2025، اليوم العالمي للتنوع الثقافي، نظمت اليونسكو حفلا بهيجا لتكريم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، بمناسبة إنجاز أعظم معجم في تاريخ الإنسانية لحد الآن، أي المعجم التاريخي للغة العربية الذي صدر في 127 مجلدا، ودخل رسميا موسوعة غينس للأرقام القياسية، لا بحجمه فحسب ولكن أيضا بأمد إنجازه الذي لم يتجاوز 5 سنوات في مراحل التحرير والمراجعة والطباعة.

وقد ألقى صاحب السمو كلمة أثناء الحفل قال فيها إن اللغة العربية: ظلت على مدى قرون من الزمان، لغة حية نابضة، حملت تراث أمة، واحتضنت علوماً ومعارف لا حصر لها، فهي لسان القرآن الكريم، وأداة التعبير لدى الفلاسفة والعلماء، ووسيلة إبداع الشعراء والمفكرين، وهي إلى يومنا هذا تُواصل أداء رسالتها في ساحات المعرفة، ومع ذلك كله كانت تفتقر إلى مشروع علمي يؤرخ تطور مفرداتها ودلالاتها عبر العصور كما حدث في لغات أخرى، ومن هنا جاء المعجم التاريخي للغة العربية حلماً تحول إلى مشروع، ومشروعاً صار إنجازاً، بفضل تضافر الجهود، وتكامل الخبرات، وإرادة لا تعرف التراجع. وقال سموه إن هذا الإنجاز هو ثمرة شراكة وتعاون بين مجمع اللغة العربية بالشارقة واتحاد المجامع العلمية واللغوية بالقاهرة، والمجامع والمعاهد والمؤسسات اللغوية فى العالم العربى، ووجه التحية بالمناسبة إلى مئات الباحثين والمدققين من مختلف الأقطار العربية مقدرا جهودهم الكبيرة التى كانت سبباً فى هذا الإنجاز.

وأكد حاكم الشارقة أحقية اللغات فى الوجود والتطور وعدم اختزالها فى لغة واحدة، قائلاً: إننا حين نعيد للغة العربية تاريخها، ونبرز ملامح تطورها، فإننا فى الوقت ذاته نؤكد للعالم أن لكل لغة حقًّا فى الوجود والتطور والاحتفاء، وأن العدل الثقافى يقتضى ألا تختزل الإنسانية فى لغة واحدة، ولا تختصر حضارات الشعوب فى نموذج واحد، فكما أن التنوع البيئى ضمانة لاستمرار الحياة، فإن التنوع الثقافى واللغوى هو الضمانة لاستمرار الإبداع الإنسانى وتجدّده.

 

 وقال سموه: احتفاؤنا بهذا العمل في رحاب اليونسكو، هو رسالة واضحة مفادها أن الثقافة لا تعرف الحدود، وأن الجهد العربي حين يتحقق بإخلاص وبروح جماعية يحظى إنجازه بالتقدير والاحتضان العالمي، وإني من هذا المنبر أعبر عن بالغ امتناني لمنظمة اليونسكو، والدول الأعضاء فيها على إيمانهم العميق بقيمة اللغة العربية.

ومن جانبها، ألقت معالي السيدة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو كلمة في افتتاح الحفل قالت فيها إن هذه المبادرات والفعاليات الثقافية ومنها جائزة الشارقة - اليونسكو للثقافة العربية تدعم الحوار بين الثقافات وتجسد العلاقة الراسخة بين الشارقة واليونسكو منذ أكثر من 25 عاماً، وأشادت بما للشارقة من مبادرات تدخل في صميم صلاحيات اليونيسكو، وبموجبها حصلت الشارقة على ألقاب واعترافات ثقافية عالمية منها اختيارها عاصمةً عالمية للكتاب فى العام 2019.

وعبرت المديرة العامة لليونسكو عن عرفانها بالجميل لإمارة الشارقة، وذلك بمناسبة بتوقيع اتفاقية رقمنة أرشيف اليونسكو والتى تشكل دعماً كبيراً للحفاظ على الإرث الكبير من الكتب والوثائق وغيرها والتى تعود فى عمرها إلى أكثر من 80 عاما من تاريخ المنظمة الكبير. وهي الاتفاقية التي وقعت في اليوم ذاته، وبموجيها ستمول الشارقة بمبلغ 6 ملايين دولار آمريكي رقمنة أرشيف اليونسكو الذي لم يحظ بالرقمنة لحد الآن إلا في حدود نسبة 5%، وكان – كما قالت المديرة العامة – مهددا بالضياع.

وعبرت عن اعتزازها بإنجاز المعجم التاريخى للغة العربية وإدراجه رسميا في مكتبة اليونسكو، بوصفه أكبر معجم تاريخي للغة من اللغات. وأشادت المديرة العامة لليونسكو بعظمة اللغة العربية.

هذا وقد نظمت اليونسكو بهذه المناسبة ندوة تحت شعار «اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة»، تحدث فيها عدد من الخبراء عن تجارب عدة أمم وشعوب في صناعة المعاجم التاريخية للغاتها، وتناول الحديث على الخصوص المعجم التاريخي للغة الألمانية والمعجم التاريخي للإيطالية والمعجم التاريخي للفرنسية والمعجم التاريخي للإسبانية، وهو معجم ما يزال قيد الإنجاز. كما تحدث الدكتور محمد صافي المستغانمي عن الخصائص المميزة للمعجم التاريخي للغة العربية.

وقد شهد الحفل والندوة عدد من قادة مجامع اللغة العربية بينهم الأستاذ الخليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا. كما حضرهما السفراء العرب المعتمدون لدى اليونسكو ومن ضمنهم السفيرة مولاتي بنت المختار، وأعضاء المندوبية العامة الموريتانية لدى اليونسكو.