الهندسة اللغوية والترجمة الآلية:
المفهوم والوظيفة
أ.د.عمر مهديوي(*)
جامعة مولاي إسماعيل، المغرب
1-الملخص: من المؤكد، اليوم، أن الترجمة بنوعيها البشري والآلي، أصبحت تزداد أهمية بالنسبة للإنسان المعاصر، وذلك نظرا لما تقوم به من أدوار أساسية في عصر الصورة والرقمنة. إذ تعد مصدراً أساسياً من مصادر الحوار الثقافي والحضاري بين الشعوب والأمم.كما تعد أيضاَ وسيلة من وسائل بناء مجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة. والحقيقة أن هذه الأدوار الطلائعية الجديدة لفعل الترجمة ترجع في أساسها إلى دور الهندسة اللغوية، باعتبارها علماً إمبريقياً، يقع في مفترق الطرق العلمية بين اللغويات والهندسة، الشيء الذي مكن هذا العلم الصوري/ الخوارزمي من إثراء وتغذية حقول ومجالات معرفية كثيرة بعتاد مفاهيمي ونظري، مكن بعضها من دراسة ظواهره دراسة عقلانية، وساعد البعض الآخر على سبر أغوار مجال اشتغاله بعقلانية وصرامة علمية. ويأتي المجال اللغوي الطبيعي في مقدمة المجالات المعرفية الإنسانية، التي استفادت كثيراً من العلوم الحديثة (الذكاء الاصطناعي، هندسة المعرفة،...) في الكشف عن الآلية اللغوية المخزنة في دماغ الإنسان، وتحديد القواعد الخوارزمية/ الصورية التي تتحكم في توليد اللغة وتحليلها، بمعنى آخر، تطوير وبلورة برامج حاسوبية متطورة لأنظمة هذه اللغات بنوعيها المكتوب والمنطوق على مستويات الصرف والنحو والدلالة والمعجم؛ وهذا لن يتأتى بالفعل إلا بصياغة خوارزميات للمعالجة الآلية على مستويي التحليل والتوليد، تستطيع التعرف على المكون اللغوي المخزن في الكفاية اللسانية، ومن ثمة، التمكن من تصميم وتطوير وتنفيذ تطبيقات حاسوبية للغات البشرية من قبيل الترجمة الآلية وتعليم اللغة وتعلمها، والتعرف البصري على الحروف، وتشكيل النصوص، وبناء المعاجم الإلكترونية، وغيرها.