النثر الموريتاني عبر ما يقارب عشرة قرون

ثلاثاء, 11/16/2021 - 11:25

ناقش عضو مجلس اللسان العربي بموريتانيا الدكتور أحمد ولد حبيب الله أطروحة دكتوراه دولة بعنوان: [النثر الموريتاني: نشأته وتطوره]. وقد جرت المناقشة يوم الأربعاء الماضي 4 ربيع الثاني 1443هـ 11 نوفمبر 2021غ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية –اكدال- جامعة محمد الخامس بالرباط. وتألفت لجنة النقاش من ستة أعضاء بالإضافة إلى الأستاذ المشرف الدكتور عباس الجراري. وقد حصلت الأطروحة على مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالنشر، كما نوهت اللجنة بالجهد الذي بذل في هذا العمل مع التحري والتروي طيلة ستة عشرعاما.

تناولت هذه الأطروحة الموسوعية في صفحاتها التي تبلغ 4129 صفحة، النثر الموريتاني عبر امتداد زمني يقارب عشرة قرون 435-1425هـ متناولة ومتضمنة مجموعة من النصوص العلمية الأدبية بلغت 44794 نصا.

هذا العمل الباذخ النادر استوجب احترام كثير من الباحثين الذين اطلعوا وإعجابهم؛ فكتب الباحث المغربي الدكتور محمد الداهي: "أنوه بالجهد المبذول في هذه الأطروحة التي تتوافر فيها جملة من المزايا والخصائص التي اعتدنا معاينتها في هذه الكلية العامرة والعريقة منذ عقود خلت قبل أن يتراجع الأداء العلمي بالتدريج لبواعث كثيرة باستثناء غيث نادر في عز الصيف. فضلا عن تمكن الباحث من سلاسة اللغة العربية وتحكمه في رقابها، كرس وقتا ثمينا من عمره لإنضاجها على نار هادئة، وإخراجها في حلة قشيبة بترو وإمعان، وإفراغها في سبيكة متراصة من خمسة أجزاء يصل عدد صفحاتها إلى 4192. ولذلك يجدر بنا أن نذكرها في موسوعة غنيس للأرقام القياسية.
تبين لي من خلال قراءة الأطروحة مدى صبر الباحث في تحري جزئيات الأدب الموريتاني، واستقصاء جوانبه الداجية متتبعا تطوره عبر فترة زمنية طويلة ما يناهز عشرة قرون.
لقد استأثر الشعر باهتمام أهل موريتانيا إلى أن أضحت عبارة ” بلاد المليون شاعر” أمارة تدل عليهم و تميزهم عن غيرهم لأنهم – وفق تصوير العلامة الدكتور عباس الجراري- يقولون الشعر كما يتنفسون الهواء. وهذا ما أثر سلبا على نثرهم الذي لم يهتمَّ ويُعرفْ به إلا في مراجع قليلة. وتأتي أطروحة الباحث أحمد ولد حبيب الله لملء هذه الثغرة بالتوسع في النثر الموريتاني منذ نشأته إلى الآن، وإنجاز عمل موسوعي باذخ وشامخ في عداد المصادر العربية التي لا غنى عنها.
وأنا أقرأ هذه الأطروحة استحضرت مؤلف عبد الله كنون “النبوغ المغربي” الذي رد فيه الاعتبار إلى الكتاب المغاربة مبينا أنهم لا يقلون نبوغا وإبداعا عن أندادهم المشارقة، وأماط اللثام عن النسيان أو التناسي الذي طال الأدب المغربي وحرمه من شغل مكانته المستحقة في حضن الأدب العربي.