مجلس اللسان العربي ينظم ندوة عن اللغة العربية والإدارة

اثنين, 04/01/2024 - 14:34

احتضنت القاعة القاسمية في مقر مجلس اللسان العربي بموريتانيا يوم السبت 20 رمضان 1445هـ/ 30 مارس 2024غ، ندوة بعنوان "اللغة العربية والإدارة ... تجليات الوصل والفصل". وقد حضر الندوة عدد مهم من الشخصيات المرجعية ممن شغلوا وظائف في قيادة الحكومة وعلى رأس عدد من الوزارات ومؤسسات الدولة، ومن السفراء والأمناء العامين والولاة السابقين. كما حضر الندوة عدد من النواب، وخبراء القانون، وقادة الهيئات العاملة على التمكين للغة العربية.

ترأس الندوة الوزير السابق الأستاذ صو آدما وتحدث في افتتاحها الأستاذ الخليل النحوي رئيس  مجلس اللسان العربي فرحب بالنخبة الحاضرة، وقال إن المجلس أراد بدعوتهم تحقيق هدفين أساسيين أحدهما أن يكون حضورهم ضربا من التدشين الفكري المتجدد لهذا المقر الذي بني على أرض وجه فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد بن الشيخ الغزواني بتخصيصها للمجلس،  وشيد عليها هذا المقر بمنحة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، في نطاق رعايته الكريمة للمجلس وللمجامع اللغوية العربية. أما الهدف الثاني، وهو محور الندوة، فهو مناقشة العلاقة بين اللغة والإدارة عامة وبين اللغة العربية والإدارة الحكومية في موريتانيا خاصة، وذلك بتلمس تجليات الاتصال والانفصال بينهما في موريتانيا، واقتراح السبل الكفيلة بتنزيل مفهوم اللغة الرسمية على أرض الواقع، باعتبار اللغة العربية هي اللغة الرسمية، وهي لغة اللحمة الاجتماعية التي توحد جميع الموريتانيين، وبها مارست موريتانيا إشعاعها التاريخي في البلدان الإفريقية وخارجها.

وذكر النحوي أن القرآن الذي أنزل في شهر رمضان، وهو زمان انعقاد الندوة، أحال في العديد من الآيات إلى عدد من مبادئ الإدارة منها ما يتعلق بأداة التواصل مع الناس، وذلك في قوله تعالى ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه﴾ (إبراهيم:4)، فالتواصل مع الناس وخدمتهم وقيادتهم، وهذا شأن الإدارة، يتطلب ضرورة مخاطبتهم بلسانهم الذي يفهمون، كما أنه أعطى اللغة العربية في الوقت ذاته خاصية اللغة الإنسانية الكونية بجعلها وعاء رسالته الخاتمة الموجهة إلى الناس كافة.

وقال إن عالمية اللغة العربية تأكدت على مر العصور. ومن شواهدها في عصرنا هذا أنه من بين نحو 7200 لغة في العالم تتبوأ اللغة العربية المركز الرابع بمعيار عدد الناطقين باللغة، والمركز الثالث بمعيار اللغة الرسمية، والمركز الثاني بمعيار الانتشار الجغرافي والمركز الأول بمعيار سرعة نمو عدد المستخدمين على الأنترنت منذ مطلع القرن الحادي والعشرين. وقال إننا منفتحون على جميع اللغات، مؤمنون بأن الإنسان يعدد إنسانيته بعدد اللغات التي يتحدث (فكل لسان في الحقيقة إنسان)، لكن للغة العربية حقا على الموريتانيين هو حقهم على أنفسهم وعلى ما يجمعهم. 

وقد قدم الإداري واللغوي الأستاذ محمد فال عبد اللطيف، عضو ديوان مجلس اللسان العربي، محاضرة عن واقع استعمال اللغة العربية في الدوائر الحكومية الموريتانية، عقب عليها الوزير الأول الأسبق السيد سيدي محمد بوبكر وعدد آخر من الشخصيات المرجعية المشاركة.

وتحدث المتدخلون عن تجاربهم ورؤاهم لتطور مسيرة اللغة العربية في الدوائر الإدارية، والعراقيل التي ظلت ولا تزال تواجهها لأسباب موضوعية، وأسباب أخرى مفتعلة تعمل بجد على إبقاء الأبواب موصدة أمام اللغة العربية، وخاصة في القطاعات الاقتصادية العمومية والخصوصية.!

 

وقد صدرت عن الندوة توصيات من أبرزها المطالبة بسن قانون نظامي يضمن تطبيق المادة السادسة من الدستور، التي تنص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة الموريتانية.

وفي نهاية الندوة دعا مجلس اللسان العربي بموريتانيا المشاركين إلى إفطار مشترك في مقره.