في مجلس اللسان العربي بموريتانيا: ندوة عن اللغة العربية في التعليم الجامعي .. الواقع والآفاق

ثلاثاء, 05/14/2024 - 12:07

احتضنت القاعة القاسمية بمباني مجلس اللسان العربي بموريتانيا، يوم الاثنين 5 ذي القعدة 1445هـ/ 13 مايو 2024غ، ندوة عن "اللغة العربية في التعليم الجامعي .. الواقع والآفاق".

افتتح الندوة رئيس المجلس الأستاذ الخليل النحوي، وتحدث في مستهلها باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ القاضي محمد عينينا المكلف بمهمة بديوان الوزير، وأدار أعمال الندوة الوزير السابق الأستاذ صو آدم صمبا، وشاركت فيها شخصيات تقود أو تمثل نحو 30 مؤسسة من مؤسسات التعليم الجامعي في موريتانيا والهيئات الشريكة، بينها لجنة التعليم في الجمعية الوطنية (البرلمان الموريتاني) والمجلس الأعلى للتهذيب وجامعة نواكشوط وجامعة العيون وجامعة شنقيط العصرية وجامعة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية والمحضرة الشنقيطية الكبرى، ومجمع التقنيات، وعدد آخر من الكليات والمعاهد والمدارس العليا.

كما شاركت في الندوة نقابة أساتذة التعليم العالي والائتلاف التربوي الموريتاني ومنسقية سدنة اللغة العربية، وعدد من الشخصيات المرجعية بينهم وزراء سابقون منهم من قاد قطاعات تربوية، وأساتذة جامعيون وخبراء لغويون. وقد أشار رئيس المجلس في كلمته إلى أن الندوة تندرج ضمن المناشط التي أراد بها المجلس أن يسجل ريادة في المعنى تتسق مع الزيادة في المبنى التي تحققت بفضل اللـه ثم بعناية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد بن الشيخ الغزواني الذي وجه بتخصيص الأرض، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي تكفل بإعمار القطعة. وقال إن قضية اللغة العربية في التعليم الجامعي ليست مشغلا موريتانيا حصريا، بل هي مشغل عربي، متسائلا: لماذا تراجعت اللغة العربية اليوم بالرغم من أنها كانت لغة العلم والعالم لمدة نحو 8 قرون؟ ولماذا نجحت دول كثيرة في توطين العلم والتقانة بلغاتها الخاصة وتبوأت بذلك مراتب متقدمة في عدد من المؤشرات، بينها مؤشر الابتكار العالمي، بالرغم من أن بعض هذه الدول لا يتجاوز سكانها الناطقون بلغتها نحو 380 ألف نسمة، بينما لم ننجح نحن في ذلك والحال أن لدينا لغة يتحدث بها أصالة نحو نصف مليار إنسان، ويستخدمها من ورائهم تتمة المليارين من المسلمين، ولها حضور عالمي في ما عدا ذلك؟ وما السبيل إلى تغيير هذا الواقع؟ وتحدث النحوي عن السوانح التي تتيح تغيير هذا الواقع مشيرا إلى تعدد بنوك المصطلحات العربية، وتوفر معاجم المصطلحات المعربة في كثير من التخصصات، داعيا إلى ضرورة تنشيط حركة تعريب المصنفات والمقالات العلمية الصادرة بلغات أخرى...، مشيرا إلى أن مشكلة المصطلح التي يتعلل بها عادة هي مشكلة مبالغ فيها، خاصة وأن نسبة المصطلحات في المقالات والمصنفات والمقررات تقدر ب3% فقط والبقية لغة تسهل ترجمتها، هذا فضلا عما تتيحه اللغة العربية من إمكانات كبيرة لتوفير مصطلحات أصيلة بديلة، أو سك أخرى، بالارتجال أو النحت أو التوليد أو التعريب ونحوها من وسائل إغناء المعجم العربي، وتوطين المصطلحات.

وقد تحدث في الجلسة طيفيا كل من الأساتذة أ.د. محمود السيد رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق، و د. عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية بدول الخليج (الشارقة)، والأستاذ الدكتور الخضر عبد الباقي رئيس الاتحاد الإفريقي للأكاديميين العرب والمستعربين، ورئيس المركز النيجيري للثقافة العربية، والأستاذ الدكتور مختار ساخو من الولايات المتحدة الآمريكية - وقد تحدث عن بعض تجارب تدريس اللغة العربية فيها - والأستاذ إسلمُ سيدي أحمد الخبير والمدير سابقا بمكتب تنسيق التعريب بالرباط. كما قدم قادة وممثلو مؤسسات وهيئات التعليم العالي والشخصيات المرجعية الحاضرة عروضا عن واقع اللغة العربية في التعليم الجامعي بموريتانيا ومقترحات وتوصيات بشأن سبل التمكين لها في جميع مراحل التعليم وشعبه، عملا بما أثبتته الدراسات العلمية من أهمية ذلك لتوطين العلم والتقانة واستيعابهما وتمثلهما، واتساقا مع ما تضمنه القانون التوجيهي الجديد للنظام التربوي في موريتانيا من جعل اللغة العربية أداة لتدريس مختلف العلوم والتخصصات.

وقد أشاد المتدخلون بمكرمة صاحب السمو التي انتصبت مباني مجلس اللسان العربي شاهدا عليها ودعوا المجلس إلى بذل المزيد من الجهود، خصوصا في مجال تعريب المصنفات والمناهج والمقررات العلمية. وكان المجلس قد عقد في الأسابيع الماضية ندوات حول "لغة الإعلام"، و"سبل تنسيق العمل وبناء الشراكات في خدمة اللغة العربية"، و"المعجم العربي الإفريقي"، و"اللغة العربية في الإدارة .. تجليات الوصل والفصل"، كما أطلق برنامج "حديث الطيف" الذي استضاف في طبعته الأولى الأستاذ د. محمد صافي المستغانمي محاضرا عن الانسجام في بناء السورة القرآنية.